فايرا فيكي-فرايبيرغا،
فليكن إيمانك بمبادئك راسخًا وثقتك بقدراتك عميقةً واحترامك لأخيك الإنسان أساسًا.
المتن:
iKNOW Politics: د. فرايبيرغا، كنت̗ أول امرأة وصلت إلى سدّة الرئاسة في لاتفيا. هلاّ أخبرت القرّاء عن تجربتك وكيف ساهمت في إعدادك لتبوؤ المنصب هذا؟ كيف حافظت على صلتك̗ ببلدك وكنت̗ قد أقمت في الخارج لحوالى 55 عامًا؟ فايرا فيكي-فرايبيرغا: أُجبرتُ وأسرتي على الفرار من لاتفيا إلى ألمانيا سنة 1937 ثم إلى المغرب سنة 1949 وبعدها إلى كندا سنة 1954. عشنا مرحلةً صعبةً بابتعادنا عن وطننا وشعبنا لسنوات طويلة، إلا أننا حافظنا على هويتنا الثقافية وتقاليدنا، وانخرطنا عن كثب في المجتمع اللاتفي في كندا. بفضل الروابط هذه، أثار الأدب اللاتفي وبخاصة الفولكلور إهتمامي البالغ، فنشطت أكثر فأكثر في البحث عن الهوية اللاتفية ومستقبل دول البلطيق السياسي. كتبت مقالات حول الموضوع هذا مشددةً على حقّ لاتفيا باسترجاع استقلالها. في المقالات، عبّرت أيضًا عن آرائي السياسية ومواقفي حول تنمية لاتفيا في المستقبل. iKNOW Politics: هل واجهت̗ صعوبات في دخول المعترك السياسي في لاتفيا علمًا أنه كان واقعًا تحت سيطرة الرجال حينئذ؟ فايرا فيكي-فرايبيرغا: عدتُ إلى لاتفيا سنة 1998 أي بعد سبع سنوات من الإستقلال. وبعد ثمانية أشهر فقط، أنتُخبتُ رئيسة جمهورية. كانت بالفعل ظروفًا مثيرة للإهتمام خالفت كل التوقعات. بعد الجولة الأولى، كان البرلمان اللاتفي ويعرف بإسم "ساييما" (Saeima) قد فشل في إنتخاب رئيس للبلاد، وعندها تم ترشيحي للمنصب هذا إذ كنتُ أتمتع باستقلالية سياسية وحصدت دعم المثقفين. إنه فعلاً لامتياز أن أكون أول امرأة تصل إلى سدّة الرئاسة في المنطقة وفي كافة البلدان الشيوعية سابقًا. إنتخبتُ رئيسةً للبلاد لمدّة ولايتين، وتمكّنت من تحويل لاتفيا إلى بلدٍ يتمتع بقيم ديمقراطية ثابتة ويتميّز بموقع راسخ ضمن حلف شمال الأطلسي وباقتصاد ثابت النمو، أقولها وبكلّ فخر. iKNOW Politics: اشتهرت̗ باعتمادك سياسة خارجية ذكية، وبلعب دور أساسي في إشراك لاتفيا في الإتحاد الأوروبي وضمان انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي. ما التحديات التي واجهتها في تحقيق الأهداف هذه؟ ما هي العبر التي استخلصتها وتودين تشاركها مع القائدات الأخريات؟ فايرا فيكي-فرايبيرغا: لا يخفى على أحد أنه ما إن تبوأت منصب الرئاسة حتى وضعت السياسة الخارجية في قمّة أولوياتي. عندما توليّت تلك المهام سنة 1999، ساد رأي يدعم وقف توسّع حلف شمال الأطلسي، وكان السؤال المطروح: هل يجب أن يضم حلف شمال الأطلسي بلدان البلطيق وهل سيتمكن الحلف من الدفاع عن البلدان هذه؟ بُذلت الجهود الدبلوماسية الحثيثة وأجريت المفاوضات في الكواليس لتنضم بلدان البلطيق إلى المنظمة ولتقدّم بعض البلدان دعمها لهذا الإنضمام. أؤمن كل الإيمان بالهوية الأوروبية وبإنتماء لاتفيا إلى الإتحاد الأوروبي. يسعدني فعلاً إنتماء لاتفيا إلى أسرة الإتحاد الأوروبي وأسرة حلف شمال الأطلسي وهما تضمان دولاً آمنةً وقّعت على اتفاق تضامن ودعم متبادل لضمان أمنها وسيادتها وسلامة أراضيها. iKNOW Politics: كنتِ الإمرأة الأولى التي تم التداول باسمها لتولّي منصب أمين عام الأمم المتحدة. هلاّ تخبرين القرّاء عن التغييرات التي تدخلينها إلى الأمم المتحدة وأسلوب القيادة فيها لو كنتِ الأمينة العامة؟ ما أهمية تولّي امرأة قيادة المنظمة؟ فايرا فيكي-فرايبيرغا: بالطبع سُررت وكنت محظوظة بأن يتم التداول بإسمي لتبوؤ منصب أمين عام الأمم المتحدة. أؤمن بأن الوقت قد حان اليوم أكثر من أي وقت مضى لأن تتولى امرأة قيادة الأمم المتحدة وإنني على يقين بأنها سوف تنجز المهمة هذه على أكمل وجه كما أي رجل مرشح. لكنني أيضًا سعيدة جدًا لتولّي السيد بان كي-مون منصب الأمين العام وإنني لواثقة من أنه سيبرع في مهامه. لو تمّ اختياري لتولّي المنصب هذا، لكنت اقترحت تعزيز نفوذ الأمين العام في استخدام العاملين في الأمانة العامة وإدارتها. من الواضح أنه لا يمكن مساءلة أي شخص أو توقّع تحقيقه بعض النتائج المحددة إذا لم يتمتع بالسلطة على من يديره. إنطلاقًا من المبدأ هذا، أعتقد أنه يجب أن تشمل الإصلاحات ضمن الأمم المتحدة تعزيز نفوذ الأمين العام في إدارة الفريق العامل. ولو كنتُ في المنصب ذلك، لما عملت بمبدأ التناوب الإقليمي في اختيار الأمين العام بما أن هذا المبدأ لا يطبّق بشكل منتظم في أي حالة. على سبيل المثال، لم يتولَّ أي فرد من بلدان شرق أوروبا منصب الأمين العام، ما كان ضروريًا لو كان نظام التناوب الإقليمي يطبّق بشكل صحيح. في ما يخص أنشطة الأمم المتحدة في العالم، لكنت عملت بشكل فعال لإرساء السلام والحرية حول العالم. بعد أن عشت الحرب وكنت لاجئة، أدركت صعوبة العيش في منطقة نزاع وصعوبة الفرار القسري من الوطن. على قادة العالم أن يتعهدوا بتحقيق هدف واحد ويتوحدوا حوله ألا وهو إنقاذ الإنسانية بأسرها والأطفال بشكل خاص من مآسي الحرب ومواجهة وقع الكوارث هذه، ولا بد من أن تكون الأمم المتحدة رأس الحربة في الكفاح هذا. iKNOW Politics: هل تعتقدين أن الإنتماء إلى شبكة عالمية على غرار شبكة المعارف الدولية للنساء الناشطات في السياسة قد يساعد المرأة على كافة مستويات السياسة ومناصريها على تحقيق النجاح في مسيرتها المهنية وحشد الجهود حول شؤون تهم الجميع؟ فايرا فيكي-فرايبيرغا: لطالما كان التشبيك من أي نوع أساسيًا لتحقيق النجاح. فالتكنولوجيا الحديثة قد أتاحت فرصًا جديدة في مجال التشبيك ويجب ألا نتردد في استخدامها. إن هذه الفرص قد تحدث الفرق بالنسبة للنساء بالتحديد. لطالما تكيّفت وتأقلمت سريعًا مع متطلبات أي وضع جديد وأعتقد أن التأقلم مع التكنولوجيا الجديدة جزء أساسي من الأسلوب هذا. iKNOW Politics: لو أردت توجيه توصية واحدة، ما النصيحة التي تسدينها إلى أعضاء الشبكة وبخاصة المرشحات والقائدات إذ يتقدمن في مسيرتهن السياسية؟ فايرا فيكي-فرايبيرغا: فليكن إيمانك بمبادئك راسخًا وثقتك بقدراتك عميقةً واحترامك لأخيك الإنسان أساسًا.
فليكن إيمانك بمبادئك راسخًا وثقتك بقدراتك عميقةً واحترامك لأخيك الإنسان أساسًا.
المتن:
iKNOW Politics: د. فرايبيرغا، كنت̗ أول امرأة وصلت إلى سدّة الرئاسة في لاتفيا. هلاّ أخبرت القرّاء عن تجربتك وكيف ساهمت في إعدادك لتبوؤ المنصب هذا؟ كيف حافظت على صلتك̗ ببلدك وكنت̗ قد أقمت في الخارج لحوالى 55 عامًا؟ فايرا فيكي-فرايبيرغا: أُجبرتُ وأسرتي على الفرار من لاتفيا إلى ألمانيا سنة 1937 ثم إلى المغرب سنة 1949 وبعدها إلى كندا سنة 1954. عشنا مرحلةً صعبةً بابتعادنا عن وطننا وشعبنا لسنوات طويلة، إلا أننا حافظنا على هويتنا الثقافية وتقاليدنا، وانخرطنا عن كثب في المجتمع اللاتفي في كندا. بفضل الروابط هذه، أثار الأدب اللاتفي وبخاصة الفولكلور إهتمامي البالغ، فنشطت أكثر فأكثر في البحث عن الهوية اللاتفية ومستقبل دول البلطيق السياسي. كتبت مقالات حول الموضوع هذا مشددةً على حقّ لاتفيا باسترجاع استقلالها. في المقالات، عبّرت أيضًا عن آرائي السياسية ومواقفي حول تنمية لاتفيا في المستقبل. iKNOW Politics: هل واجهت̗ صعوبات في دخول المعترك السياسي في لاتفيا علمًا أنه كان واقعًا تحت سيطرة الرجال حينئذ؟ فايرا فيكي-فرايبيرغا: عدتُ إلى لاتفيا سنة 1998 أي بعد سبع سنوات من الإستقلال. وبعد ثمانية أشهر فقط، أنتُخبتُ رئيسة جمهورية. كانت بالفعل ظروفًا مثيرة للإهتمام خالفت كل التوقعات. بعد الجولة الأولى، كان البرلمان اللاتفي ويعرف بإسم "ساييما" (Saeima) قد فشل في إنتخاب رئيس للبلاد، وعندها تم ترشيحي للمنصب هذا إذ كنتُ أتمتع باستقلالية سياسية وحصدت دعم المثقفين. إنه فعلاً لامتياز أن أكون أول امرأة تصل إلى سدّة الرئاسة في المنطقة وفي كافة البلدان الشيوعية سابقًا. إنتخبتُ رئيسةً للبلاد لمدّة ولايتين، وتمكّنت من تحويل لاتفيا إلى بلدٍ يتمتع بقيم ديمقراطية ثابتة ويتميّز بموقع راسخ ضمن حلف شمال الأطلسي وباقتصاد ثابت النمو، أقولها وبكلّ فخر. iKNOW Politics: اشتهرت̗ باعتمادك سياسة خارجية ذكية، وبلعب دور أساسي في إشراك لاتفيا في الإتحاد الأوروبي وضمان انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي. ما التحديات التي واجهتها في تحقيق الأهداف هذه؟ ما هي العبر التي استخلصتها وتودين تشاركها مع القائدات الأخريات؟ فايرا فيكي-فرايبيرغا: لا يخفى على أحد أنه ما إن تبوأت منصب الرئاسة حتى وضعت السياسة الخارجية في قمّة أولوياتي. عندما توليّت تلك المهام سنة 1999، ساد رأي يدعم وقف توسّع حلف شمال الأطلسي، وكان السؤال المطروح: هل يجب أن يضم حلف شمال الأطلسي بلدان البلطيق وهل سيتمكن الحلف من الدفاع عن البلدان هذه؟ بُذلت الجهود الدبلوماسية الحثيثة وأجريت المفاوضات في الكواليس لتنضم بلدان البلطيق إلى المنظمة ولتقدّم بعض البلدان دعمها لهذا الإنضمام. أؤمن كل الإيمان بالهوية الأوروبية وبإنتماء لاتفيا إلى الإتحاد الأوروبي. يسعدني فعلاً إنتماء لاتفيا إلى أسرة الإتحاد الأوروبي وأسرة حلف شمال الأطلسي وهما تضمان دولاً آمنةً وقّعت على اتفاق تضامن ودعم متبادل لضمان أمنها وسيادتها وسلامة أراضيها. iKNOW Politics: كنتِ الإمرأة الأولى التي تم التداول باسمها لتولّي منصب أمين عام الأمم المتحدة. هلاّ تخبرين القرّاء عن التغييرات التي تدخلينها إلى الأمم المتحدة وأسلوب القيادة فيها لو كنتِ الأمينة العامة؟ ما أهمية تولّي امرأة قيادة المنظمة؟ فايرا فيكي-فرايبيرغا: بالطبع سُررت وكنت محظوظة بأن يتم التداول بإسمي لتبوؤ منصب أمين عام الأمم المتحدة. أؤمن بأن الوقت قد حان اليوم أكثر من أي وقت مضى لأن تتولى امرأة قيادة الأمم المتحدة وإنني على يقين بأنها سوف تنجز المهمة هذه على أكمل وجه كما أي رجل مرشح. لكنني أيضًا سعيدة جدًا لتولّي السيد بان كي-مون منصب الأمين العام وإنني لواثقة من أنه سيبرع في مهامه. لو تمّ اختياري لتولّي المنصب هذا، لكنت اقترحت تعزيز نفوذ الأمين العام في استخدام العاملين في الأمانة العامة وإدارتها. من الواضح أنه لا يمكن مساءلة أي شخص أو توقّع تحقيقه بعض النتائج المحددة إذا لم يتمتع بالسلطة على من يديره. إنطلاقًا من المبدأ هذا، أعتقد أنه يجب أن تشمل الإصلاحات ضمن الأمم المتحدة تعزيز نفوذ الأمين العام في إدارة الفريق العامل. ولو كنتُ في المنصب ذلك، لما عملت بمبدأ التناوب الإقليمي في اختيار الأمين العام بما أن هذا المبدأ لا يطبّق بشكل منتظم في أي حالة. على سبيل المثال، لم يتولَّ أي فرد من بلدان شرق أوروبا منصب الأمين العام، ما كان ضروريًا لو كان نظام التناوب الإقليمي يطبّق بشكل صحيح. في ما يخص أنشطة الأمم المتحدة في العالم، لكنت عملت بشكل فعال لإرساء السلام والحرية حول العالم. بعد أن عشت الحرب وكنت لاجئة، أدركت صعوبة العيش في منطقة نزاع وصعوبة الفرار القسري من الوطن. على قادة العالم أن يتعهدوا بتحقيق هدف واحد ويتوحدوا حوله ألا وهو إنقاذ الإنسانية بأسرها والأطفال بشكل خاص من مآسي الحرب ومواجهة وقع الكوارث هذه، ولا بد من أن تكون الأمم المتحدة رأس الحربة في الكفاح هذا. iKNOW Politics: هل تعتقدين أن الإنتماء إلى شبكة عالمية على غرار شبكة المعارف الدولية للنساء الناشطات في السياسة قد يساعد المرأة على كافة مستويات السياسة ومناصريها على تحقيق النجاح في مسيرتها المهنية وحشد الجهود حول شؤون تهم الجميع؟ فايرا فيكي-فرايبيرغا: لطالما كان التشبيك من أي نوع أساسيًا لتحقيق النجاح. فالتكنولوجيا الحديثة قد أتاحت فرصًا جديدة في مجال التشبيك ويجب ألا نتردد في استخدامها. إن هذه الفرص قد تحدث الفرق بالنسبة للنساء بالتحديد. لطالما تكيّفت وتأقلمت سريعًا مع متطلبات أي وضع جديد وأعتقد أن التأقلم مع التكنولوجيا الجديدة جزء أساسي من الأسلوب هذا. iKNOW Politics: لو أردت توجيه توصية واحدة، ما النصيحة التي تسدينها إلى أعضاء الشبكة وبخاصة المرشحات والقائدات إذ يتقدمن في مسيرتهن السياسية؟ فايرا فيكي-فرايبيرغا: فليكن إيمانك بمبادئك راسخًا وثقتك بقدراتك عميقةً واحترامك لأخيك الإنسان أساسًا.