تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

ليليانا روخيرو

مقابلات

Submitted by iKNOW Politics on
Back
July 29, 2008

ليليانا روخيرو

الأمينة العامّة التنفيذية للمعهد الوطني للمرأة في المكسيك

 

"اعتبر شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة أداةً بالغة الأهمّية تزداد إمكانيّة النفاذ إليها بالنسبة إلى جمهور أوسع. يسعى الكثير من النساء إلى اكتساب أدوات تساعدهنّ في الارتقاء في المجال السياسي. من شأن التشبيك أن يساعدنا في مضافرة جهودنا وتعزيز قوّتنا."

المتن

شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة ما هي التحدّيات التي واجهتِها كامرأة في منصب قيادي، في خلال مسيرتك السياسية وحاليًا كونك أمينة عامة تنفيذية للمعهد الوطني للمرأة (INMUJERES) في المكسيك؟ هل ساعدتك خبرتك في القيادة في هذا المسار؟ وكيف؟  ليليانا روخيرو: دخلتُ المعترك السياسي وشاركتُ في الحملات السياسية منذ أن كنت في الثالثة عشر من العمر. لا شكّ في أنّ مسار الحملات يشكّل تحدّيًا بحدّ ذاته، والنتيجة معروفة: الفوز أم الخسارة ضمن إطارٍ زمني محدّد وبموارد محدودة. لعلّ هذه التجربة هي إحدى المغامرات الأكثر إثارة للإهتمام في حياتي. عملتُ كأمينة عامة للأنشطة الشبابية في حزب العمل الوطني في المكسيك (PAN)، وكمنسّقة حكومية للجامعات، ثمّ عملتُ في قسم الشباب في الفريق الانتقالي الخاص بالرئيس السابق "فيسينتي فوكس" في العام 2000. كما كنتُ مستشارة لجنة شؤون السكان الأصليين التابعة لمجلس الشيوخ، ومديرة الخدمات الخاصة بالمساواة والشباب في معهد الشباب المكسيكي (Instituto Mexicano de la Juventud)، ومديرة لتعزيز إمكانيات المرأة السياسية ضمن اللجنة الوطنية التنفيذية الخاصة بحزب العمل الوطني، ومديرة التخطيط مع مقاربة جنسانية في إطار الأمانة العامة للتنمية الاجتماعية، ومنسّقة لشبكة النساء في حملة الرئيس" فيليبي كالديرون"، ومستشارة وطنيّة لحزب العمل الوطني. عملتُ أيضًا ضمن الفريق الانتقالي الخاص بالرئيس الحالي، وأشغل في الوقت الراهن منصب الأمينة العامة التنفيذية للمعهد الوطني للمرأة (INMUJERES). تكمن التحدّيات الأبرز التي واجهتُها في قيادة فرق العمل باتّجاه أهدافٍ محدّدة، وتقييم النتائج، وتعزيز التفاعل، وتغيير مناهج العمل، وتشكيل التحالفات السياسية مع أحزاب ذات أيديولوجيات مختلفة بغية إرساء أرضية مشتركة للتقدم. استمدّيت الإلهام من تدريبي وتجربتي، لا سيّما في ما يتعلّق بالمسؤولية التي أخذتها على عاتقي. لكن ما زال الطريق طويلاً، فعليّ أن أنضج وأتعلّم أكثر. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: أنت الأمينة العامة التنفيذية الأصغر سنًّا في تاريخ المعهد الوطني للمرأة. يتمتّع منصبك بمكانةٍ وزارية، ما يجعلك أحد أصغر نوّاب الوزير سنًّا في المكسيك. هل كونك امرأة يافعة يشكّل تحدّيات أو عوائق معيّنة؟ ليليانا روخيرو: نعم. من بين التحدّيات التي أواجهها، الضرورة الدائمة للخضوع إلى الاختبار بغية أن أثبت معرفتي وقدرتي وأبرهن أنني وضعت خططًا يمكن أن أنفّذها بالتعاون مع نساء من وكالات أخرى. غير أنّ إثبات أنّني لست مجرّد نجمٍ يأفل سريعًا يستحقّ العناء. فالعقبات كثيرة، ومعظمها ذات طابع ثقافي. يسود جوٌّ من التردّد والتشكيك في إمكانيات الشباب، فالناس لا يثقون في قدراتنا. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: ما هي مميّزات المعهد في مجال المساواة بين الجنسين، لا سيّما في ما يتعلّق بمشاركة المرأة في الحياة السياسية؟ هل للمعهد مبادرة تشريعية؟ وهل يملك صلاحية تطبيق القوانين وفرض العقوبات؟ ليليانا روخيرو: بإمكان المعهد أن يقترح مجموعةً من المبادرات. وقد وضعنا أجندة تشريعية نعمل حاليًا على الترويج لها ونمارس الضغوط من أجل تنفيذها إلى جانب مختلف المجموعات البرلمانية والأحزاب السياسية كافةً. تقع على عاتقنا مسؤولية جمّة، بموجب قانون النفاذ للجميع والبرنامج الوطني للمساواة بين الرجل والمرأة، الّذي يتضمّن فصلاً مخصّصًا للمشاركة السياسية. نحن على قناعة بأنّ التنمية والديمقراطية مستحيلتان بدون مشاركةٍ كاملة من المرأة، كلاعبٍ مركزي وعلى قدم المساواة مع الرجل. لذا نعمل على تصميم استراتيجيات مختلفة ترمي إلى تعزيز مشاركة المرأة واكتساب الاعتراف بها. أناطت بنا المادّة 25 من ميزانية العام 2008 مهمّة الإشراف على الإنفاق. وسيتم تقليص ميزانية كلّ وكالة لا تحترم مسؤولياتها بضمان المساواة في الفرص بين الرجل والمرأة. لذا يمكن القول إنّ المعهد يستطيع إلى حدّ ما فرض عقوبات إدارية على الوزارات إن لم تمتثل لأحكام الاتّفاقيات المبرمة معه. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: يتمتّع المعهد بغطاء شرعي كوكالةٍ حكومية وعمله راسخٌ تمامًا في المكسيك، ما يميّزه عن الهيئات المماثلة له في دولٍ أخرى. كيف نشأ المعهد الوطني للمرأة؟ هل استند إلى وكالة أخرى شبيهة به في المنطقة؟ ما هي برأيك المقوّمات الأساسية الكامنة وراء نجاحه؟ ليليانا روخيرو: انبثقت فكرة المعهد الوطني للمرأة (INMUJERES) من خطط المساواة الّتي بدأت في أوروبا. كان المعهد ثمرة نضال الحركة النسائية في المكسيك الّتي طالبت منذ سنوات بتأسيسه كهيئة لصنع القرارات، لا يقتصر دورها على الشقّ التشغيلي، بل يقضي أيضًا بتوفير الإشراف في هذا المجال. وقد تعزّزت المبادرة مع صياغة قانون أساسي عام 2000 تمّت الموافقة عليه بالإجماع، وتبعته سلسلة من العمليات الإدارية الرامية إلى ترسيخه. بذلت الإدارة الأخيرة جهودًا ملحوظة لإرساء مقاربة جنسانية ضمن المؤسسات، وقد منحنا مجلس النواب صلاحيات أوسع فبتنا الآن نتمتّع بنفوذٍ أكبر. نحن مسؤولون عن مراقبة مبلغ قدره 7 ملايين بيزو، أي نسبة مهمّة من إجمالي ميزانية السلطة التنفيذية. نعتقد أن هذا التعزيز المؤسّسي جزءٌ لا يتجزّأ من مهمّتنا لا سيّما في ما يتعلّق بآليات مساعدة المرأة على الارتقاء ضمن الوكالات الحكومية على شتّى المستويات، بما فيها المستوى المحلّي. كما نعمل على نسج تحالفات مختلفة لنتمكّن جميعًا من العمل معًا على أجندة مشتركة، كلٌّ في منطقته. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: إلى أي مدى يُعتَبَر القانون العام للمساواة بين المرأة والرجل مهمًّا في إطار مشاركة المرأة في الحياة السياسية؟ وما هو التقدّم المُحرَز منذ سنّ هذا القانون؟ أيّ دورٍ اضطلع به المعهد الوطني للمرأة في تطبيقه؟ ليليانا روخيرو: : يتضمّن القانون العام للمساواة بين المرأة والرجل في المكسيك ثلاث مكوّنات: أولاً، البرنامج الوطني للمساواة بين المرأة والرجل، وهو برنامج خاص يحدّد أهدافًا استراتيجية تطال أعمال الوكالات كافّةً. وينعكس هذا في مخطط الرئيس "فيليبي كالديرون" للتنمية الوطنية، الّذي ينصّ في الاستراتيجية 3.5 على ضرورة تحقيق المساواة بين المرأة والرجل بحلول العام 2012، من خلال جعل المساواة بين الجنسين مسألة تفوق كلّ اعتبار، ما يعني أنّ كلّ الوكالات ملزمة بإدخال واجب تحقيق المساواة في عملها. يتضمّن البرنامج الوطني للمساواة بين المرأة والرجل جميع هذه الأهداف. وقد تمّ تقديمه في 10 آذار/مارس وأعلنه الرئيس، باعتباره برنامجًا للحكومة الفدرالية. ثانيًا، النظام الوطني للمساواة بين الجنسين. يشمل هذا النظام كلّ وكالات الإدارة العامة الفدرالية، ويتولّى المعهد الوطني للمرأة تنسيقه. كما يتضمّن كيانات حكومية على مستويات مختلفة بالإضافة إلى آليات تُعنى بارتقاء المرأة. نسعى إلى بلوغ أهداف استراتيجية واضحة ومحدّدة بغية تحقيق تكافؤ الفرص في كلّ مجالات الإدارات العامّة الفدرالية والحكومية والبلديّة. أمّا المكوّن الثالث، فهو اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان ودورها في مراقبة التقدّم المُحرز في أنشطتنا، أي نتائج السياسات العامة وأثرها على حياة المرأة والمجتمع. هذه اللجنة مسؤولة عن إصدار التوصيات وهي مخوّلة بفرض العقوبات إن لم نؤدِّ واجبنا على أكمل وجه. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: تواجه النساء اللواتي ينتمين إلى السكان الأصليين تحدّيات إضافيّة. كيف تم إدراج المشاكل الّتي يواجهنها على أجندة المعهد، لا سيّما المشاكل التي تعترض اللواتي يشاركن في الحياة السياسية أو يطمحن إلى ذلك؟ ليليانا روخيرو: يتضمّن الهدف الأوّل من خطّة المساواة الوطنيّة استراتيجيّة واضحة تُعنى بالمرأة التي تنتمي إلى السكان الأصليين مع اعتماد مقاربة لا تستند إلى الاعتبارات الإثنية. ولا يفرض هذا الهدف عليها نماذج تنمويّة معيّنة. في المكسيك، فُرِضَت على السكان الأصليين نماذج تنموية تقضي بإلغاء لغاتهم وثقافتهم بشكلٍ عام. لقي هذا المشروع فشلاً ذريعًا، ونتيجة لذلك أُسِّسَ جيش "زاباتا". لذا نحن على قناعة بأنّه من الضروري أن تضع المجتمعات والمرأة بنفسها أجندتها الخاصة للتنمية ولمشاركتها السياسية. تختلف الأنظمة القضائية الخاصة بالسكان الأصليين في المكسيك اختلافًا كبيرًا. فبلادنا تضمّ 67 مجموعة من السكان الأصليين، وتشغل نساء كثيرات ينتمين إلى تلك المجموعات مناصب عامّة مختلفة، ومنها منصب الحاكم، فقد وقع الاختيار عليهنّ وهنّ يُعتَبَرن قائدات بحقّ في مجتمعهنّ. صحيحٌ أيضًا أنّ بعض النساء من السكان الأصليين قد تعرّض للتهميش ولم تسنح له فرصة تسلّم دفّة القيادة. في المكسيك، تشهد علاقات النفوذ الهيكلية تغيّرات جمّة، لا سيّما في المجتمعات الريفية، إذ أنّ الرجال قد تركوا النساء ليهاجروا إلى الولايات المتّحدة. لذا أخذت المرأة على عاتقها مهمّة الشؤون الاجتماعية وتوفير المياه والاهتمام بالطاقة والزراعة ورعاية الأطفال والمسنّين والمرضى. فازداد نفوذها وتعزّزت قدراتها، وها نحن اليوم نشهد إعادة نسج العلاقات وإعادة ترتيبها ما يساهم في بروز مقاومة صلبة. بإمكان المرأة التي تنتمي إلى السكان الأصليين أن تحقق إنجازات بالغة الأهمّية. في ولايتي يوكاتان وفيراكروز، يشغل عدد من السكان الأصليين منصب العمدة، وكذلك الأمر في ولاية شياباس. لا بدّ من تسليط الضوء على قيادتهن وتعزيز الاعتراف بها، فيحظين باهتمام أكبر ما يحثّ المرأة على أن تنحو نحوهم، الأمر الّذي يساهم في تمكينها وتحفيزها للمشاركة. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: هل من قصة أو تجربة طُبِعَت في مسيرتك السياسية، لا سيما مع زملائك من الرجال، في الحزب أو في أحد المناصب الّتي شغلتها، وتودّين تشاطرها مع المشتركين في شبكتنا؟ ليليانا روخيرو: : يضمّ حزبي السياسي، حزب العمل الوطني (PAN) عددًا كبيرًا من النساء. نحن من يراقب الانتخابات ونحن من يجري الاتصالات الاستراتيجية. عندما أصبحت عضوًا في الهيئة التنفيذية الوطنية، توجّب علينا تطبيق نظام الكوتا أي الحصص كحدّ أدنى. وقال القادة الوطنيون: "أين أولئك النساء؟". من المدهش أنّهم تحجّجوا بأنّهم لم يرونا، فيما تولّينا بأنفسنا مهمّة تنظيم الحملات وقيادتها. بالرغم من مشاركة المرأة، ما زال الرجال عاجزين عن "رؤيتها". في الواقع، تساهم آليات كثيرة في تهميشنا وجعلنا "غير مرئيّات". لذا، نسعى إلى وضع استراتيجيات رامية إلى إبراز مشاركة المرأة في السياسة. وغالبًا ما نلجأ إلى تدابير بسيطة، كارتداء قمصان زهريّة اللون مثلاً. فنحن نريد إطلاق حركة تجبرهم على ملاحظة عملنا والاعتراف بنا كقادة أحزاب وكمرشّحات. أمّا الحادثة الّتي خلّفت في نفسي أثرًا كبيرًا، فهي عندما قال "مانويل إسبينو": "لا أرى امرأة قادرة على الترشّح"، فيما تشكّل النساء إحدى مجموعات الأعضاء الأبرز في الأحزاب. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: نظرًا لما ذكرته آنفًا، ما هي برأيك الاستراتيجيات المثلى لإشراك الرجال في مسيرة التقدّم باتّجاه المساواة بين الجنسين، لا سيّما في المعترك السياسي؟ ليليانا روخيرو: في حزبنا، ينقسم الرجال إلى فئتين من حيث الاستراتيجية المتعلّقة بنشاط المرأة. تدعم الفئة الأولى من الرجال قضيّة المرأة بحماسة كبرى لأنّ أولئك الرجال يستفيدون من الترويج لتحالف ما كي يحشدوا المناصرين والرفاق والحلفاء. أمّا الفئة الثانية، فتناهض هذه الحركة بشدّة بدافع الخوف. لعلّهم يخشون أن يتمّ استبدالهم عندما يرون أنّنا ننظّم النشاطات ونعمل بالتعاون. أعتقد أنّ الخطوة الّتي يجب اتّخاذها في المقام الأوّل هي الرفع من مستوى الوعي لدى الرجال ليفهموا أنّ المرأة ليست عدوًّا لهم وأنّ بإمكانهم حتّى أن يتعاونوا معها في العمل على أجندة مشتركة، شرط أن تضطلع المرأة بدور قيادي وألا تكون خاضعة للرجل في إطار العمل. لذا، بإمكاننا تشكيل حلف استراتيجي على أساس المساواة. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: ما هي الأجندة والخطط والأهداف التي اعتمدتها في منصبك الحالي كمديرة تنفيذية للمعهد الوطني للمرأة؟ ليليانا روخيرو: يقضي أحد الأهداف الأساسية بتشكيل شبكة من النساء المسؤولات في القطاع الفدرالي العام لتتيح لنا تشاطر التجارب سواء كانت ناجحة أو فاشلة، وتبادل الدعم ومتابعة برامج التدريب ونسج شبكة تعاضد لنستطيع أن نعزّز قدراتنا في ميادين عملنا. لطالما اكتسى التشبيك أهمّية خاصة في هذه الإدارة، لأنّنا ما زلنا كنساء نشعر بأنّنا معزولات بالرغم من أنّ المكسيك يشهد حاليًا أعلى نسبة مشاركة نسائية في تاريخها لا سيّما في مناصب الوزراء ونوّاب الوزراء. ما زالت الأصوات المعارضة تتعالى رافضةً ترؤّس المرأة للإدارات العامّة الفدرالية. أمّا الخطوة الثانية فتقضي بإرساء شبكة من المنظمات الشعبية لتتمكّن النساء الريفيات من الاجتماع. من المهمّ أن نثبت لهنّ أنّهنّ قادرات على وضع خططهنّ وأجندتهنّ الخاصّة، وليدركن أنّنا إلى جانبهنّ. من المهمّ أن نوفّر للمرأة الأدوات اللازمة لتمكينها وللاعتراف بأهمّيتها، وهو أقلّ ما تحتاجه للارتقاء بمشاركتها السياسية. يجب أن تثق المرأة بقدراتها وأهمّيتها. وفقًا لتجربتي، يمكن أن أقول إنّ التحوّل يطرأ آنيًا، فالمرأة تجد نفسها مختلفة في غضون لحظات، إذ تصبح سيّدة مصيرها. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: بما أنّك سلّطت الضوء على فوائد التشبيك في إجابتك الأخيرة، أودّ أن أسألك عن رأيك في شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة (شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة). ما هي منافع المشاركة في شبكة مماثلة؟ ليليانا روخيرو: بالنسبة إلي، كانت الدراسات وغيرها من الموارد التي توفّرها شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة ذات أهمّية كبرى. انطلاقًا من تلك الدراسات، أرسينا في الحزب عددًا من الاستراتيجيات، وأعتقد أنّه من المفيد أن نُحاط علمًا بالرفض الثقافي وبالعوائق التي تعترض سبيل النساء السياسيات. عندما يزداد إلمامنا بتلك المواضيع، لا تثير مشاعرنا ويمكننا أن نصمّم الاستراتيجيات اللازمة لتجاوزها أو حتّى استخدامها لخدمة مصالحنا. اعتبر شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة أداةً بالغة الأهمّية تزداد إمكانيّة النفاذ إليها بالنسبة إلى جمهور أوسع. يسعى الكثير من النساء إلى اكتساب أدوات تساعدهنّ في الارتقاء في المجال السياسي. ومن شأن التشبيك أن يساعدنا في مضافرة جهودنا وتعزيز قوّتنا. أودّ في هذا الإطار أن أهنّئ شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة، إذ أنّها بمثابة منصّة مفيدة وقيّمة للغاية بالنسبة إلى النساء اللواتي يعملن لتحقيق التغيير في بلداننا. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: في المكسيك وفي مختلف دول المنطقة، ترغب نساء يافعات كثيرات في خوض المعترك السياسي، لكنّهنّ يتردّدن إذ يبدو الولوج إلى هذا العالم بعيد المنال لا بل مستحيلاً. ما هي الاقتراحات أو النصائح التي توجّهينها إليهنّ؟ ليليانا روخيرو: علّمتني مسيرتي المهنّية أنّ أهل السياسة لا يتمتّعون بـ"قوّة خارقة"، بل هم أشخاص عاديون. إن كان المرء عازمًا على المشاركة يرى الأبواب مشرّعة أمامه. لذا يجب ألا تشعر أي امرأة بأنّها عاجزة عن تلبية دعوتها. فالمشاركة السياسية تتطلّب درجة قصوى من التفاني وتفرض علينا أن نتخطّى الرفض الّذي نواجهه كوننا نساء وشابات.

 

 

Date of Interview
Region
الأمينة العامّة التنفيذية للمعهد الوطني للمرأة في المكسيك

 

"اعتبر شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة أداةً بالغة الأهمّية تزداد إمكانيّة النفاذ إليها بالنسبة إلى جمهور أوسع. يسعى الكثير من النساء إلى اكتساب أدوات تساعدهنّ في الارتقاء في المجال السياسي. من شأن التشبيك أن يساعدنا في مضافرة جهودنا وتعزيز قوّتنا."

المتن

شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة ما هي التحدّيات التي واجهتِها كامرأة في منصب قيادي، في خلال مسيرتك السياسية وحاليًا كونك أمينة عامة تنفيذية للمعهد الوطني للمرأة (INMUJERES) في المكسيك؟ هل ساعدتك خبرتك في القيادة في هذا المسار؟ وكيف؟  ليليانا روخيرو: دخلتُ المعترك السياسي وشاركتُ في الحملات السياسية منذ أن كنت في الثالثة عشر من العمر. لا شكّ في أنّ مسار الحملات يشكّل تحدّيًا بحدّ ذاته، والنتيجة معروفة: الفوز أم الخسارة ضمن إطارٍ زمني محدّد وبموارد محدودة. لعلّ هذه التجربة هي إحدى المغامرات الأكثر إثارة للإهتمام في حياتي. عملتُ كأمينة عامة للأنشطة الشبابية في حزب العمل الوطني في المكسيك (PAN)، وكمنسّقة حكومية للجامعات، ثمّ عملتُ في قسم الشباب في الفريق الانتقالي الخاص بالرئيس السابق "فيسينتي فوكس" في العام 2000. كما كنتُ مستشارة لجنة شؤون السكان الأصليين التابعة لمجلس الشيوخ، ومديرة الخدمات الخاصة بالمساواة والشباب في معهد الشباب المكسيكي (Instituto Mexicano de la Juventud)، ومديرة لتعزيز إمكانيات المرأة السياسية ضمن اللجنة الوطنية التنفيذية الخاصة بحزب العمل الوطني، ومديرة التخطيط مع مقاربة جنسانية في إطار الأمانة العامة للتنمية الاجتماعية، ومنسّقة لشبكة النساء في حملة الرئيس" فيليبي كالديرون"، ومستشارة وطنيّة لحزب العمل الوطني. عملتُ أيضًا ضمن الفريق الانتقالي الخاص بالرئيس الحالي، وأشغل في الوقت الراهن منصب الأمينة العامة التنفيذية للمعهد الوطني للمرأة (INMUJERES). تكمن التحدّيات الأبرز التي واجهتُها في قيادة فرق العمل باتّجاه أهدافٍ محدّدة، وتقييم النتائج، وتعزيز التفاعل، وتغيير مناهج العمل، وتشكيل التحالفات السياسية مع أحزاب ذات أيديولوجيات مختلفة بغية إرساء أرضية مشتركة للتقدم. استمدّيت الإلهام من تدريبي وتجربتي، لا سيّما في ما يتعلّق بالمسؤولية التي أخذتها على عاتقي. لكن ما زال الطريق طويلاً، فعليّ أن أنضج وأتعلّم أكثر. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: أنت الأمينة العامة التنفيذية الأصغر سنًّا في تاريخ المعهد الوطني للمرأة. يتمتّع منصبك بمكانةٍ وزارية، ما يجعلك أحد أصغر نوّاب الوزير سنًّا في المكسيك. هل كونك امرأة يافعة يشكّل تحدّيات أو عوائق معيّنة؟ ليليانا روخيرو: نعم. من بين التحدّيات التي أواجهها، الضرورة الدائمة للخضوع إلى الاختبار بغية أن أثبت معرفتي وقدرتي وأبرهن أنني وضعت خططًا يمكن أن أنفّذها بالتعاون مع نساء من وكالات أخرى. غير أنّ إثبات أنّني لست مجرّد نجمٍ يأفل سريعًا يستحقّ العناء. فالعقبات كثيرة، ومعظمها ذات طابع ثقافي. يسود جوٌّ من التردّد والتشكيك في إمكانيات الشباب، فالناس لا يثقون في قدراتنا. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: ما هي مميّزات المعهد في مجال المساواة بين الجنسين، لا سيّما في ما يتعلّق بمشاركة المرأة في الحياة السياسية؟ هل للمعهد مبادرة تشريعية؟ وهل يملك صلاحية تطبيق القوانين وفرض العقوبات؟ ليليانا روخيرو: بإمكان المعهد أن يقترح مجموعةً من المبادرات. وقد وضعنا أجندة تشريعية نعمل حاليًا على الترويج لها ونمارس الضغوط من أجل تنفيذها إلى جانب مختلف المجموعات البرلمانية والأحزاب السياسية كافةً. تقع على عاتقنا مسؤولية جمّة، بموجب قانون النفاذ للجميع والبرنامج الوطني للمساواة بين الرجل والمرأة، الّذي يتضمّن فصلاً مخصّصًا للمشاركة السياسية. نحن على قناعة بأنّ التنمية والديمقراطية مستحيلتان بدون مشاركةٍ كاملة من المرأة، كلاعبٍ مركزي وعلى قدم المساواة مع الرجل. لذا نعمل على تصميم استراتيجيات مختلفة ترمي إلى تعزيز مشاركة المرأة واكتساب الاعتراف بها. أناطت بنا المادّة 25 من ميزانية العام 2008 مهمّة الإشراف على الإنفاق. وسيتم تقليص ميزانية كلّ وكالة لا تحترم مسؤولياتها بضمان المساواة في الفرص بين الرجل والمرأة. لذا يمكن القول إنّ المعهد يستطيع إلى حدّ ما فرض عقوبات إدارية على الوزارات إن لم تمتثل لأحكام الاتّفاقيات المبرمة معه. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: يتمتّع المعهد بغطاء شرعي كوكالةٍ حكومية وعمله راسخٌ تمامًا في المكسيك، ما يميّزه عن الهيئات المماثلة له في دولٍ أخرى. كيف نشأ المعهد الوطني للمرأة؟ هل استند إلى وكالة أخرى شبيهة به في المنطقة؟ ما هي برأيك المقوّمات الأساسية الكامنة وراء نجاحه؟ ليليانا روخيرو: انبثقت فكرة المعهد الوطني للمرأة (INMUJERES) من خطط المساواة الّتي بدأت في أوروبا. كان المعهد ثمرة نضال الحركة النسائية في المكسيك الّتي طالبت منذ سنوات بتأسيسه كهيئة لصنع القرارات، لا يقتصر دورها على الشقّ التشغيلي، بل يقضي أيضًا بتوفير الإشراف في هذا المجال. وقد تعزّزت المبادرة مع صياغة قانون أساسي عام 2000 تمّت الموافقة عليه بالإجماع، وتبعته سلسلة من العمليات الإدارية الرامية إلى ترسيخه. بذلت الإدارة الأخيرة جهودًا ملحوظة لإرساء مقاربة جنسانية ضمن المؤسسات، وقد منحنا مجلس النواب صلاحيات أوسع فبتنا الآن نتمتّع بنفوذٍ أكبر. نحن مسؤولون عن مراقبة مبلغ قدره 7 ملايين بيزو، أي نسبة مهمّة من إجمالي ميزانية السلطة التنفيذية. نعتقد أن هذا التعزيز المؤسّسي جزءٌ لا يتجزّأ من مهمّتنا لا سيّما في ما يتعلّق بآليات مساعدة المرأة على الارتقاء ضمن الوكالات الحكومية على شتّى المستويات، بما فيها المستوى المحلّي. كما نعمل على نسج تحالفات مختلفة لنتمكّن جميعًا من العمل معًا على أجندة مشتركة، كلٌّ في منطقته. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: إلى أي مدى يُعتَبَر القانون العام للمساواة بين المرأة والرجل مهمًّا في إطار مشاركة المرأة في الحياة السياسية؟ وما هو التقدّم المُحرَز منذ سنّ هذا القانون؟ أيّ دورٍ اضطلع به المعهد الوطني للمرأة في تطبيقه؟ ليليانا روخيرو: : يتضمّن القانون العام للمساواة بين المرأة والرجل في المكسيك ثلاث مكوّنات: أولاً، البرنامج الوطني للمساواة بين المرأة والرجل، وهو برنامج خاص يحدّد أهدافًا استراتيجية تطال أعمال الوكالات كافّةً. وينعكس هذا في مخطط الرئيس "فيليبي كالديرون" للتنمية الوطنية، الّذي ينصّ في الاستراتيجية 3.5 على ضرورة تحقيق المساواة بين المرأة والرجل بحلول العام 2012، من خلال جعل المساواة بين الجنسين مسألة تفوق كلّ اعتبار، ما يعني أنّ كلّ الوكالات ملزمة بإدخال واجب تحقيق المساواة في عملها. يتضمّن البرنامج الوطني للمساواة بين المرأة والرجل جميع هذه الأهداف. وقد تمّ تقديمه في 10 آذار/مارس وأعلنه الرئيس، باعتباره برنامجًا للحكومة الفدرالية. ثانيًا، النظام الوطني للمساواة بين الجنسين. يشمل هذا النظام كلّ وكالات الإدارة العامة الفدرالية، ويتولّى المعهد الوطني للمرأة تنسيقه. كما يتضمّن كيانات حكومية على مستويات مختلفة بالإضافة إلى آليات تُعنى بارتقاء المرأة. نسعى إلى بلوغ أهداف استراتيجية واضحة ومحدّدة بغية تحقيق تكافؤ الفرص في كلّ مجالات الإدارات العامّة الفدرالية والحكومية والبلديّة. أمّا المكوّن الثالث، فهو اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان ودورها في مراقبة التقدّم المُحرز في أنشطتنا، أي نتائج السياسات العامة وأثرها على حياة المرأة والمجتمع. هذه اللجنة مسؤولة عن إصدار التوصيات وهي مخوّلة بفرض العقوبات إن لم نؤدِّ واجبنا على أكمل وجه. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: تواجه النساء اللواتي ينتمين إلى السكان الأصليين تحدّيات إضافيّة. كيف تم إدراج المشاكل الّتي يواجهنها على أجندة المعهد، لا سيّما المشاكل التي تعترض اللواتي يشاركن في الحياة السياسية أو يطمحن إلى ذلك؟ ليليانا روخيرو: يتضمّن الهدف الأوّل من خطّة المساواة الوطنيّة استراتيجيّة واضحة تُعنى بالمرأة التي تنتمي إلى السكان الأصليين مع اعتماد مقاربة لا تستند إلى الاعتبارات الإثنية. ولا يفرض هذا الهدف عليها نماذج تنمويّة معيّنة. في المكسيك، فُرِضَت على السكان الأصليين نماذج تنموية تقضي بإلغاء لغاتهم وثقافتهم بشكلٍ عام. لقي هذا المشروع فشلاً ذريعًا، ونتيجة لذلك أُسِّسَ جيش "زاباتا". لذا نحن على قناعة بأنّه من الضروري أن تضع المجتمعات والمرأة بنفسها أجندتها الخاصة للتنمية ولمشاركتها السياسية. تختلف الأنظمة القضائية الخاصة بالسكان الأصليين في المكسيك اختلافًا كبيرًا. فبلادنا تضمّ 67 مجموعة من السكان الأصليين، وتشغل نساء كثيرات ينتمين إلى تلك المجموعات مناصب عامّة مختلفة، ومنها منصب الحاكم، فقد وقع الاختيار عليهنّ وهنّ يُعتَبَرن قائدات بحقّ في مجتمعهنّ. صحيحٌ أيضًا أنّ بعض النساء من السكان الأصليين قد تعرّض للتهميش ولم تسنح له فرصة تسلّم دفّة القيادة. في المكسيك، تشهد علاقات النفوذ الهيكلية تغيّرات جمّة، لا سيّما في المجتمعات الريفية، إذ أنّ الرجال قد تركوا النساء ليهاجروا إلى الولايات المتّحدة. لذا أخذت المرأة على عاتقها مهمّة الشؤون الاجتماعية وتوفير المياه والاهتمام بالطاقة والزراعة ورعاية الأطفال والمسنّين والمرضى. فازداد نفوذها وتعزّزت قدراتها، وها نحن اليوم نشهد إعادة نسج العلاقات وإعادة ترتيبها ما يساهم في بروز مقاومة صلبة. بإمكان المرأة التي تنتمي إلى السكان الأصليين أن تحقق إنجازات بالغة الأهمّية. في ولايتي يوكاتان وفيراكروز، يشغل عدد من السكان الأصليين منصب العمدة، وكذلك الأمر في ولاية شياباس. لا بدّ من تسليط الضوء على قيادتهن وتعزيز الاعتراف بها، فيحظين باهتمام أكبر ما يحثّ المرأة على أن تنحو نحوهم، الأمر الّذي يساهم في تمكينها وتحفيزها للمشاركة. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: هل من قصة أو تجربة طُبِعَت في مسيرتك السياسية، لا سيما مع زملائك من الرجال، في الحزب أو في أحد المناصب الّتي شغلتها، وتودّين تشاطرها مع المشتركين في شبكتنا؟ ليليانا روخيرو: : يضمّ حزبي السياسي، حزب العمل الوطني (PAN) عددًا كبيرًا من النساء. نحن من يراقب الانتخابات ونحن من يجري الاتصالات الاستراتيجية. عندما أصبحت عضوًا في الهيئة التنفيذية الوطنية، توجّب علينا تطبيق نظام الكوتا أي الحصص كحدّ أدنى. وقال القادة الوطنيون: "أين أولئك النساء؟". من المدهش أنّهم تحجّجوا بأنّهم لم يرونا، فيما تولّينا بأنفسنا مهمّة تنظيم الحملات وقيادتها. بالرغم من مشاركة المرأة، ما زال الرجال عاجزين عن "رؤيتها". في الواقع، تساهم آليات كثيرة في تهميشنا وجعلنا "غير مرئيّات". لذا، نسعى إلى وضع استراتيجيات رامية إلى إبراز مشاركة المرأة في السياسة. وغالبًا ما نلجأ إلى تدابير بسيطة، كارتداء قمصان زهريّة اللون مثلاً. فنحن نريد إطلاق حركة تجبرهم على ملاحظة عملنا والاعتراف بنا كقادة أحزاب وكمرشّحات. أمّا الحادثة الّتي خلّفت في نفسي أثرًا كبيرًا، فهي عندما قال "مانويل إسبينو": "لا أرى امرأة قادرة على الترشّح"، فيما تشكّل النساء إحدى مجموعات الأعضاء الأبرز في الأحزاب. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: نظرًا لما ذكرته آنفًا، ما هي برأيك الاستراتيجيات المثلى لإشراك الرجال في مسيرة التقدّم باتّجاه المساواة بين الجنسين، لا سيّما في المعترك السياسي؟ ليليانا روخيرو: في حزبنا، ينقسم الرجال إلى فئتين من حيث الاستراتيجية المتعلّقة بنشاط المرأة. تدعم الفئة الأولى من الرجال قضيّة المرأة بحماسة كبرى لأنّ أولئك الرجال يستفيدون من الترويج لتحالف ما كي يحشدوا المناصرين والرفاق والحلفاء. أمّا الفئة الثانية، فتناهض هذه الحركة بشدّة بدافع الخوف. لعلّهم يخشون أن يتمّ استبدالهم عندما يرون أنّنا ننظّم النشاطات ونعمل بالتعاون. أعتقد أنّ الخطوة الّتي يجب اتّخاذها في المقام الأوّل هي الرفع من مستوى الوعي لدى الرجال ليفهموا أنّ المرأة ليست عدوًّا لهم وأنّ بإمكانهم حتّى أن يتعاونوا معها في العمل على أجندة مشتركة، شرط أن تضطلع المرأة بدور قيادي وألا تكون خاضعة للرجل في إطار العمل. لذا، بإمكاننا تشكيل حلف استراتيجي على أساس المساواة. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: ما هي الأجندة والخطط والأهداف التي اعتمدتها في منصبك الحالي كمديرة تنفيذية للمعهد الوطني للمرأة؟ ليليانا روخيرو: يقضي أحد الأهداف الأساسية بتشكيل شبكة من النساء المسؤولات في القطاع الفدرالي العام لتتيح لنا تشاطر التجارب سواء كانت ناجحة أو فاشلة، وتبادل الدعم ومتابعة برامج التدريب ونسج شبكة تعاضد لنستطيع أن نعزّز قدراتنا في ميادين عملنا. لطالما اكتسى التشبيك أهمّية خاصة في هذه الإدارة، لأنّنا ما زلنا كنساء نشعر بأنّنا معزولات بالرغم من أنّ المكسيك يشهد حاليًا أعلى نسبة مشاركة نسائية في تاريخها لا سيّما في مناصب الوزراء ونوّاب الوزراء. ما زالت الأصوات المعارضة تتعالى رافضةً ترؤّس المرأة للإدارات العامّة الفدرالية. أمّا الخطوة الثانية فتقضي بإرساء شبكة من المنظمات الشعبية لتتمكّن النساء الريفيات من الاجتماع. من المهمّ أن نثبت لهنّ أنّهنّ قادرات على وضع خططهنّ وأجندتهنّ الخاصّة، وليدركن أنّنا إلى جانبهنّ. من المهمّ أن نوفّر للمرأة الأدوات اللازمة لتمكينها وللاعتراف بأهمّيتها، وهو أقلّ ما تحتاجه للارتقاء بمشاركتها السياسية. يجب أن تثق المرأة بقدراتها وأهمّيتها. وفقًا لتجربتي، يمكن أن أقول إنّ التحوّل يطرأ آنيًا، فالمرأة تجد نفسها مختلفة في غضون لحظات، إذ تصبح سيّدة مصيرها. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: بما أنّك سلّطت الضوء على فوائد التشبيك في إجابتك الأخيرة، أودّ أن أسألك عن رأيك في شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة (شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة). ما هي منافع المشاركة في شبكة مماثلة؟ ليليانا روخيرو: بالنسبة إلي، كانت الدراسات وغيرها من الموارد التي توفّرها شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة ذات أهمّية كبرى. انطلاقًا من تلك الدراسات، أرسينا في الحزب عددًا من الاستراتيجيات، وأعتقد أنّه من المفيد أن نُحاط علمًا بالرفض الثقافي وبالعوائق التي تعترض سبيل النساء السياسيات. عندما يزداد إلمامنا بتلك المواضيع، لا تثير مشاعرنا ويمكننا أن نصمّم الاستراتيجيات اللازمة لتجاوزها أو حتّى استخدامها لخدمة مصالحنا. اعتبر شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة أداةً بالغة الأهمّية تزداد إمكانيّة النفاذ إليها بالنسبة إلى جمهور أوسع. يسعى الكثير من النساء إلى اكتساب أدوات تساعدهنّ في الارتقاء في المجال السياسي. ومن شأن التشبيك أن يساعدنا في مضافرة جهودنا وتعزيز قوّتنا. أودّ في هذا الإطار أن أهنّئ شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة، إذ أنّها بمثابة منصّة مفيدة وقيّمة للغاية بالنسبة إلى النساء اللواتي يعملن لتحقيق التغيير في بلداننا. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: في المكسيك وفي مختلف دول المنطقة، ترغب نساء يافعات كثيرات في خوض المعترك السياسي، لكنّهنّ يتردّدن إذ يبدو الولوج إلى هذا العالم بعيد المنال لا بل مستحيلاً. ما هي الاقتراحات أو النصائح التي توجّهينها إليهنّ؟ ليليانا روخيرو: علّمتني مسيرتي المهنّية أنّ أهل السياسة لا يتمتّعون بـ"قوّة خارقة"، بل هم أشخاص عاديون. إن كان المرء عازمًا على المشاركة يرى الأبواب مشرّعة أمامه. لذا يجب ألا تشعر أي امرأة بأنّها عاجزة عن تلبية دعوتها. فالمشاركة السياسية تتطلّب درجة قصوى من التفاني وتفرض علينا أن نتخطّى الرفض الّذي نواجهه كوننا نساء وشابات.

 

 

Date of Interview
Region
الأمينة العامّة التنفيذية للمعهد الوطني للمرأة في المكسيك