iKNOW Politics: شكراً جزيلاً على وقتك يا أورسينيا. هلا حدّثتنا عن سيرتك السياسية؟ كيف نشأ اهتمامك بالسياسة؟ ما الذي ألهمك لخوض العمل السياسي؟ كيف أثّرت هويتك كامرأة، وبشكل خاصّ، كامرأة تنتمي إلى فئة الشعوب الأصلية، عليك؟
أورسينيا بولانكو: اسمحوا لي في البداية أن أتوجّه منكم بجزيل الشكر على هذه المقابلة. يسرّني ويشرّفني تمثيل النساء الكولومبيات في برلمان بلادي. ولكن هذه المهمّة ليست بالسهلة، بل هي صعبة جداً لأنّني المرأة الأولى من فئة الشعوب الأصلية التي تنتخب إلى عضوية مجلس النواب في تاريخ كولومبيا. السياسة تجري في عروقي. كان والدي رجلاً سياسياً وخطاباً، رجلاً ينتمي إلى فئة الشعوب الأصلية ساهم في حلّ النزاعات ضمن هذه المجتمعات. شاركت في الحركات السياسية منذ كنت في الثالثة عشرة بفضله؛ هو من أشركني فيها. لطالما أعجبتني السياسة. عندما كنت في الثامنة عشرة، ترشّحت لعضوية المجلس البلدي في غواخيرا. عارضت أمي استمراري في العمل السياسي لأنّها اعتبرته عملاً مضنياً.
كان والدي يحضر أشخاصاً كثيرين إلى المنزل وكانت والدتي تستقبلهم جميعاً. فالرؤيا والاهتمام اللذان كانا يميّزاني هما من دفعا بي إلى دخول الحلبة السياسية. لاحظت أنّ احتياجات مجتمع السكان الأصليين الذي أنتمي إليه كثيرة. ولاحظت أنّ النساء لم يكنّ يتمتّعن بصوتهن الخاصّ. فاقترحت نساء كثيرات من فئة الشعوب الأصلية أن أشارك في الانتخابات. وهذا ما فعلته عند المستوى الوطني. عملت ضمن المنظّمة المستقلّة الإقليمية لغواخيرا كأمينة سرّ تتحدث لغتين مسؤولة عن شؤون الشعوب الأصلية في القسم الخاصّ بغواخيرا؛ كما عملت كأستاذة جامعية في الجامعة الوطنية وكمديرة في الجامعة الكاثوليكية. أما في جامعة جافيريانا، فدرّست لغات وثقافة الشعوب الأصلية. ودأبت على الترويج لثقافتي وللغة الوايو في كولومبيا وعند المستوى الدولي. أحمل شهادة ماجستير في الألسنية من الجامعة الوطنية. وأنا أعتز لكوني امرأة شابة اضطرّت لتكافح. فالنساء أقصين من الحلبات السياسية بسبب الهيمنة الذكورية. مكان المرأة في المنزل ومتى كانت ناشطة، تبحث عن الأصوات في صفوف الرجال وتبيع حلوى الـ"empanada" لتمويل حملتها. في أفضل الحالات، تثمّن المرأة كناشطة وليس لقدراتها الفكرية أو السياسية. المرأة تختبئ ولا يحقّ لها الخروج إلى العلن.
iKNOW Politics: ما هو الشكل الذي اتخذه ترشّحك؟ في أي حركة أو حزب شاركت؟ هل برزت مشاكل نظراً لإدراجك في اللائحة؟
أورسينيا بولانكو: أنا عضو في القطب الديمقراطي البديل وهو الحزب الوحيد في كولومبيا الذي يجيز مشاركة المجتمعات الإثنية. يعرّف نظامه الداخلي عنه كحزب متعدّد الإثنيات والثقافات. عندما كنت طالبة في شهادة الماجستير وأستاذة في الجامعة الوطنية، أدركت أنّ غالبية أساتذتي وزملائي كانوا ينتمون إلى القطب الديمقراطي. كما لفت انتباهي كون الرئيس الحالي للحزب عضواً سابقاً في المحكمة الدستورية وكان يدافع بضراوة عن حقوق الشعوب الأصلية. كانت الأحكام التي يصدرها ترجّح كفّة السكان الأصليين وتحافظ على قيمهم وعاداتهم وتحترم استقلاليتهم. من الغريب أن يحترم أشخاص من هذه الفئة الشعوب الأصلية. هذا هو السبب الذي حدا بي إلى الالتحاق بالقطب الديمقراطي. وعندما انضممت إلى الحزب، لم أنبذ، أقلّه صراحةً، ولكن اضطررت للمنافسة لأنّه ثمة أشخاص اقترحوا ترشيح أحد الرجال من فئة الشعوب الأصلية لاعتقادهم أنّني كامرأة غير جديرة بأن أنتخب. من ثم، تنافست مع رجل من فئة الشعوب الأصلية كان قد حصد 17،000 صوت قبل أربع سنوات وفزت بالانتخابات. في الواقع، طلب منا التقدّم بعرض. لم يكن هذا الرجل يمتلك مقراً أو القدرة على نشر الإعلانات. أما أنا فكنت أمتلك المقرّ والقدرة. كان برنامجي السياسي واضحاً جلّياً وقضى بالمدافعة عن النساء والأطفال والشعوب الأصلية. صوّتت الأغلبية لصالحي. وفزت بفضل قدراتي لأنّني شخص مسؤول ولأنّني أتمتّع بمعلومات محدّثة حول جميع المسائل ولأنّني منظّمة. فالنساء يتفوقن على الرجال من حيث القدرات التنظيمية. ظنّوا أنّني لم أكن محضّرة ولكّنني كنت قويةً – لا بل قوية جداً – وكان خطابي معلّلاً ومستنداً إلى أسس متينة.
iKNOW Politics: تحدّثت مطوّلاً عن الدعم الذي حصلت عليه من والدك وهو شخص ناشط سياسياً. كيف سهّلت، أو على العكس، أعاقت ثقافته السلفية مشاركتك السياسية؟
أورسينيا بولانكو: في ثقافة الوايو، تمثّل النساء الرجال في جميع المحافل السياسية والاجتماعية والاقتصادية تقريباً. هذا هو تاريخنا. كان أبي يقول لي إنّه يتعين على النساء الخروج إلى الشارع لأنّهن مقدّسات ولا يمكن التضحية بهن. عندما نبلغ الثانية عشرة من العمر، أي سنّ النضوج، تُحضّر نساء الوايو ليصبحن نساءً؛ أي ليقدّمن أنفسهن في المجتمع وليكن زوجات وليمثّلن المجتمع المحلي بأسره في المجال السياسي والاجتماعي والاقتصادي. لهذا السبب، تمثّل المرأة المجتمع عموماً. فهي تناط بهذا الدور وبهذه المهمّة. وهذا الأمر غائب في الثقافات الكولومبية الأخرى الخاصّة بالشعوب الأصلية. أنا محظوظة لأنّني ولدت في ظل ثقافة الوايو حيث النظام أمومي تصدر فيه المرأة الأوامر وتتولى التنظيم والتمثيل. لحسن الحظّ، لم أواجه المشاكل عند مستوى المشاركة السياسية في مجتمعي الخاص. بل على العكس، أبدى الرجال سرورهم لفوزي واعتزازهم بي. كانوا يقولون لي: "يجب أن يعاد انتخابك لأنّك تمثّلينا بشكل ممتاز." لم يعارضوا يوماً مشاركتي. في المقابل، تقوم الثقافات الأصلية الأخرى في البلاد بكل ما في وسعها لعرقلة عملي، بحجة أنّ وجود الرجل ضروري. الذهنية الذكورية متجذّرة في كولومبيا وذلك في صفوف "الأريخوناس" – أي الشعوب غير الأصلية– والشعوب الأصلية من الثقافات الأخرى على السواء.
iKNOW Politics: ما هي الاستراتيجيات الرئيسية التي اعتمدتها للبقاء في منصبك وتحقيق أهدافك؟
أورسينيا بولانكو: أولاً، التسامح والتفهّم وهما ميزتان لا بد من التحلّي بهما لدى التعاطي مع الزملاء. قليلات هنّ النساء في مجلس النواب: فمن أصل 166 عضواً، هنالك 13 امرأة فقط وهذا العدد ضئيل جداً. في بعض الجلسات، يصادف حضور امرأتين فقط وأنا الوحيدة التي تنتمي إلى فئة الشعوب الأصلية. لذا ومن أجل إحراز التقدّم، لا بد من التحلّي بالتسامح وكسب الحلفاء شيئاً فشيئاً. من جهة أخرى، يجب أن تحضّر نفسك بشكل جيّد في جميع الأوقات وأن تستعين بقدراتك الفكرية لصياغة مشاريع القوانين ومناقشتها في مرحلة لاحقة. ولكن، يبقى الأهم معرفة كيفية التعامل مع مشاريع القوانين إذ علينا مراقبة الوضع الإجمالي في البلاد. بالنسبة إلى مجتمعات السكان الأصليين، نفّذنا إضرابات كثيرة للمطالبة بحقوقنا. بما أنّ الحكومة الوطنية عاملتنا كالإرهابيين، كان علي مواجهة هذا الوضع لأنّ الجميع يطالبني بالشروحات في الوقت نفسه. عندما تم انتخابي مؤخراً، لم أكن أعرف كيف أدير الأمور السياسية والرسمية والدبلوماسية. كنت أتقدّم بحججي ضدّ مشروع وكان الجميع يهاجمني لأنّهم كانوا يرغبون في الحصول على توافق. فأقول لا وأرفع نبرتي قليلاً وأفقد السيطرة عندما أتكلّم. كنت أغضب كثيراً. أما الآن فأزوّدهم بالتفسيرات بكثير من الاحترام والدبلوماسية. أصبحت أكثر إستراتيجيةً وتعلّمت الكثير. أقول لهم إنّ الرئيس يمثّل جميع الكولومبيين وإنّني كولومبية الأصل وإنّ السكان الأصليين هم أيضاً كولومبيون. فعليهم أن يفهموا سبب معارضتي لمشروع قانون معيّن. أقدّم لهم حججي فيلاحظون أنّني مهيّأة أكثر. أتفادى الكلام عندما لا أكون مهيّأة. إذا كنت أجهل الموضوع، أفضّل أن ألوذ بالصمت. وهكذا، أخذوا يحترمونني.
iKNOW Politics: هل عشت أي تجربة سيئة خلال تقلّدك لمنصبك أو واجهت حالةً شعرت فيها بالتمييز لكونك امرأة تنتمي إلى فئة الشعوب الأصلية؟ ما هي أبرز العبر التي استخلصتها من هذه التجارب؟
أورسينيا بولانكو: إنّ التجربة التي أتذكّرها أكثر من غيرها والتي كانت مؤلمة جداً هي عندما داسوا على الـ"مانتا"، أي الزي التقليدي، خاصّتي. ثوبي التقليدي طويل جداً. في أحد الأيام بعد وصولي إلى المجلس، شعرت بالحاجة لاستعمال المرحاض. عندما خرجت منه وتوجّهت للتصويت ضدّ مشروع قانون، اجتمع عدد من الرجال وداسوا على الثوب. عجزت عن إتيان أي حركة. فتساءلت: ما هذا؟ كنت على وشك التبليغ عن الحادثة إذ شعرت باستياء كبير لما فعلوه بي. فكّرت: "أنا في بلد ديمقراطي وفي مجلس تشريعي يعدّ أشخاصاً يتمتّعون بقدرات فكرية عالية."... أوشكت الجلسة على البدء وكنت لا أزال بمفردي. كانت هنالك امرأة أخرى ولكنّها توارت من دون أن تبوح بكلمة. فتساءلت: "هل يعود ذلك لكوني امرأة؟ هل يحرّم علي التصويت لهذا السبب؟ هل أفتقر للحلفاء لهذا السبب؟ يجب أن أعثر على الحلفاء! بعدئذ، شرعت بالبحث عن الحلفاء وأصبح لدي الكثير منهم اليوم. تعلّمت أن ألتقي بهم. أما العبرة الأساسية التي استخلصتها فهي أنّه بعد نقاش حادّ ومعلّل أعبّر فيه عن انتقادات لاذعة، علي أن أتحوّل من جديد إلى امرأة لطيفة جداً ومحبوبة كثيراً وأن أبتسم لهم. ولا يجب أن أظهر لهم أي حساسية أو قابلية للتأثّر أو ما إلى ذلك من الأحاسيس. يقول أحد أصدقائي إنّ أفضل سلاح يمكنك شهره بوجه أعدائك هو اللطف. يمكنك القضاء على لا مبالاة عدوك بمجرّد معانقته والتصرّف بصداقة متى شعرت بالإهانة.
iKNOW Politics: حصلت المقاعد النيابية النسائية على قبول واسع عند المستوى الإقليمي وأضحت آليةً مهمّة للترويج للنساء الناشطات في الميدان السياسي. ما هو رأيك باللجنة النسائية في البرلمان الكولومبي؟
أورسينيا بولانكو: من الممتاز أن نرصّ الصفوف كنساء في إطار اللجنة النسائية. فقد شاركنا في منتديات ونحن جزء من المجموعة البرلمانية الأميركية البينية ونتشارك الكثير من القواسم مع النساء من كوستاريكا وبيرو والإكوادور وبلدان أخرى. أعتقد أنّ هذا أمر رائع بالنسبة للنساء لأنّه يسمح لنا بالتداول في المسائل السياسية وغير السياسية. بالتالي، لا يجب أن تختفي اللجنة النسائية لأنّها تسمح لنا بنسيان تأثير الأحزاب السياسية والرجال لصياغة استراتيجيات واقتراحات مهمّة جداً بالنسبة إلى السياسات العامّة التي تفيد النساء.
iKNOW Politics: برأيك كيف أثّر النزاع الداخلي في كولومبيا على مشاركة النساء، وبشكل خاصّ أولئك المنتميات إلى فئة الشعوب الأصلية، في السياسة؟
أورسينيا بولانكو: إنّ النزاع الداخلي لهو أمر مؤسف. فقد أدّى إلى إهراق الكثير من الدماء وعانت الشعوب الأصلية في معظمها من التهجير القسري. اضطرت نساء عديدات للانتقال إلى المدن وهنّ يحملن أطفالهن فكان الفقر والتوسّل في انتظارهن. لم تمنح الدولة أي مساعدة للشعوب الأصلية. خسرنا أراضٍ كثيرة وهذا ما دفعنا إلى تنظيم التظاهرات في كافة أنحاء البلاد نظراً لامتناع الحكومة عن إرجاع الأراضي التي انتزعت من الشعوب الأصلية. فكان علينا أن نقف وننظّم أنفسنا ونقول للحكومة إنّنا موجودون ونحتاج إلى هذه الأراضي لكي نتمكّن من العيش. عانت النساء كثيراً بسبب التهجير القسري وعانين أكثر متى تحدرن من فئة تتمتّع بقيم وعادات فريدة. فبدأن يخسرنها عندما انتقلن للعيش في المدينة، الأمر الذي قد يؤدي إلى انقراض ثقافتهن.
iKNOW Politics: ما رأيك بشبكات وتحالفات العمل؟ هل كانت ذات فائدة في سياق تجربتك السياسية؟
أورسينيا بولانكو: أعتقد أنّها مهمّة جداً. فهي تساهم في الإعلان عن وجود النساء في السياسة. إذا كان الكثيرون في كولومبيا يجهلون وجودي – ويجهلون بشكل خاصّ أنّني أنتمي إلى فئة الشعوب الأصلية – أعتقد أنّهم سيعرفون من أنا بعد هذه المقابلة. وهذا الأمر سيعزّز الآفاق المفتوحة للنساء، سواء انتمين إلى فئة الشعوب الأصلية أم لا، بالإضافة إلى مشاركتهن السياسية. يؤدّي الجهل إلى ارتكاب الأخطاء ولكن إذا كنا نعرف بعضنا البعض من خلال الشبكات، جاز لنا إقامة الروابط وتعلّم المزيد. المعرفة التي يمكن الحصول عليها حول السياسات العامّة عند المستوى الدولي ذات فائدة عالية. وهذه المعرفة نتيجة العمل ضمن شبكات. بهذه الطريقة، يمكننا إطلاع الآخرين على عملنا وفي الوقت نفسه، التحضّر بشكل أفضل للمشاركة بفعالية كبرى في البرلمان.
iKNOW Politics: ما هي النصيحة أو الاقتراحات التي يمكنك توجيهها إلى النساء الشابات، لاسيما النساء من فئة الشعوب الأصلية، اللواتي يرغبن في اعتناق العمل السياسي؟
أورسينيا بولانكو: أولاً، أن يكن قويات. وثانياً، أن يتحضّرن بشكل جيّد ليثبتن أنّهن متمكّنات وأنّه ما من شيء مستحيل في هذه الحياة. الهوية كامرأة لا تعني الدونية وهذه رسالة مباشرة أوجّهها إلى النساء من فئة الشعوب الأصلية. فكثيرات منهنّ يعتبرن أنفسهن أدنى منزلةً من الرجال. هذه الذهنية مرفوضة إذ علينا أن نطيح بخوفنا من الرجال. ويجب أن تتحلّى المرأة بشخصية قوية لتحرز التقدّم، كما ولو تقول: "أنا كل ما يمكنني أن أكون عليه، أنا أفضل منك" ولكن من دون البوح بذلك، بل بترجمة هذا القول أفعالاً. هذا ما يجعل منهن نساءً سياسيات. لم أدخل عالم السياسة بالمال. بل دخلت إليه وأنا أطلق الحملات سيراً على الأقدام وأجهر باقتراحاتي السياسية فحصلت في نهاية المطاف على 29.599 صوتاً.
iKNOW Politics: ما الذي تنوين القيام به من أجل الترويج لمشاركة النساء من فئة الشعوب الأصلية في السياسة؟ كيف تريدين أن يتم تذكّرك؟ ما هي التركة التي تريدين أن تخلّفينها؟
أورسينيا بولانكو: المسألة التي تتصدّر جدول أعمالي كامرأة تنتمي إلى فئة الشعوب الأصلية هي الدفاع بحزم عن حقوق المجتمعات الأصلية، سواء تعلّق الأمر بحقوق الإنسان أو بالحقّ في الأرض لتغطية حاجاتها من خلال الزراعة. كما أرغب في العمل عند مستوى التعليم والصحّة ومجالات أخرى لا بد من إشراك المجتمعات المحلية فيها. بالإضافة إلى ذلك، أريد أن يعرفني الجميع وأن أشكّل مثالاً يحتذى ليس للنساء في كولومبيا فحسب بل أيضاً لجميع الأشخاص في مختلف أنحاء العالم فتصلهم أخباري وتجاربي الشخصية. أما بالنسبة إلى التركة التي قد أخلّفها، ما يهمّني أكثر من إعادة انتخابي هو تزويد أراضي الوايو بالمياه. فالسكان يعيشون في مناطق قاحلة لا مياه فيها، ولا حتى مياه الشفة، ويموت الحيوانات عطشاً. ونحن نعيش في منطقة حدودية علماً أنّ المياه متوفّرة في فنزويلا في اللاغو ماراكيبو والريو ليمون. لماذا لا نبحث عن طريقة لنقل الماء بواسطة الأنابيب تماماً كما يتم نقل الغاز من كولومبيا إلى فنزويلا؟ أريد أن يتذكرونني كامرأة راديكالية تدافع عن حقوق النساء والشعوب الأصلية. أريد الاستمرار في إحراز التقدّم في السياسة. من يدري؟ قد يتم انتخابي لرئاسة الجمهورية في يوم من الأيام. ولكن، لا بد لي من أن أحضّر نفسي بشكل أفضل وأكمل دراسات الدكتوراه وأسافر وأعود لأواصل كفاحي في سبيل حقوق النساء في كولومبيا. لم تعرف هذه البلاد يوماً امرأة رئيسةً للجمهورية. لمَ لا أكون أنا هذه المرأة؟ أريد أن أعالج ليس مشاكل النساء فحسب بل أيضاً المشاكل الأخرى التي تعاني منها البلاد. الشعوب الأصلية ليست وحيدة في معاناتها. فالمزارعون تهجّروا أيضاً. ثمة أشخاص يعيشون في المدينة ولكنّهم يعانون من الفقر المدقع. اللا مساواة منتشرة في كولومبيا فعسى أن تنعم البلاد يوماً بديمقراطية حقيقية.