بولين سوخاي
"نظرًا إلى تزايد عدد النساء المتعلمات، إني على ثقة بأن عدد النساء المتميزات اللواتي سيتبوأن مناصب قيادية في المستقبل القريب لن يتراجع بل سيرتفع."
المتن:
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: فلنبدأ بمسيرتك في السياسة. متى بدأت تلك المسيرة؟ ما الذي ألهمك؟ ما هي العوائق التي صادفتها كامرأة؟
بولين سوخاي: بدأت مسيرتي في السياسة عندما كنت في الحادية عشر من العمر. استمددت إلهامي من الظلم الفاضح الذي واجهه في حينها حزب المعارضة في بلدي، وهو الحزب الذي أنتمي إليه اليوم. في إحدى رحلاتي، التقيت أحد أعضاء الحزب الشعبي التقدمي وكان يتعرض للمضايقات والتعنيف من جهاز الدولة – أي الشرطة – وتعهدت منذ نعومة أظافري أن أعمل على تصحيح ذلك. وعندما كنت في الثانية عشر من العمر، التحقت بمنظمة الشباب التقدمي وبعدها بمنظمة نساء التقدمي، وهي منظمة نسائية تلقى شعبية واسعة النطاق في بلدي. في تلك المرحلة، لم يكن من عودة إلى الوراء. بعدها، بدأت أنشط في الحزب الشعبي التقدمي.
منذ ذلك الحين، تبوأت مناصب عدّة. بعد أن بدأت في صفوف الحزب كعضو عادي على المستوى المحلي، تقدّمت لأصبح من أعضاء اللجنة المركزية. وأنا اليوم أيضًا عضو في المجلس التنفيذي في الحزب. لقد شغلت مناصب مختلفة في الحكومة، فكنت سكرتيرًا برلمانيًا لثلاث سنوات في وزارة شؤون السكان الأصليين، كما كنت سكرتيرًا برلمانيًا لوزارة السياحة وأنا اليوم وزيرة شؤون هنود أمريكا (منذ العام 2008). وأنا أيضًا نائب في البرلمان، وأحتفل في كانون الأول/ديسمبر 2010 بالسنة الثامنة عشر لي في السلطة التشريعية. لقد كانت بالفعل مسيرة مثيرةً للاهتمام طرحت تحديات كثيرة. لم تترك المصاعب المرتبطة بمنصبي تأثيرًا كبيرًا عليّ، لكنني أدرك النتائج واسعة النطاق لانخراط النساء في السياسة إذ يحملن مسؤوليات إضافية. أعتقد أن النساء الناشطات في السياسة هنا في غيانا تمكّن من تخطي جزء من ذلك إذ تسلّحن بالعزم والالتزام.
لن أقول إنني واجهت العقبات. أعتقد أنها كانت مهمة زاخرة بالتحديات لامرأة تأتي من قرية صغيرة جدًا في المجتمع الريفي ولم تتلقى أي تعليم ثانوي، ناهيك عن أي تعليم جامعي. كان عليّ أن أكدّ أكثر في عملي في المجالين السياسي والأكاديمي. وكان عليّ التوفيق بين مسيرتي المهنية وحياتي العائلية. تزوجت في سن مبكرة جدًا حين كنت في الحادية والعشرين من العمر وأنجبت طفلين. لكن على المستوى السياسي، لم أواجه عقبات كثيرة في الحزب الذي أنتمي إليه، إذ لطالما سعينا إلى تعزيز المساواة في تمثيل المرأة في سياسات الحزب وعملية صنع القرار، إن في الماضي عندما كنا في صفوف المعارضة أو اليوم بعد تسلمنا مقاليد الحكم. لطالما سعينا في أعلى الهرم إلى إشراك المرأة في المناصب الحزبية العليا وحتى في الحكومة. وكانت النتائج ملموسة إذ تجاوز تمثيل المرأة 33% في البرلمان. على المستوى الحكومي، أعتقد أن تمثيل المرأة بلغ 34%. حتى أن القوائم الحزبية في الانتخابات يجب أن تتألف في ثلثها من النساء، وهي الكوتا التي حرص على الحفاظ عليها الرئيس السابق المرحوم د. شدي جاغان (1992-1997).
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: لقد خضت مسيرة سياسية ضمن الحزب. إلى أي مدى ترين أن النظم الحزبية في غيانا تتسم بالانفتاح فتشجّع مشاركة النساء والمرشحات فيها؟
بولين سوخاي: يمكنني أن أتكلم عن الحزب الشعبي التقدمي، الذي لطالما اتسم بالانفتاح ولطالما رحب بالنساء. في الواقع، تحالف الحزب الذي أنتمي إليه مع إحدى المنظمات النسائية السياسية الكبرى في البلد. وذلك خير دليل على القبول بالنساء في الحزب إذ أن من ينتمي إلى المنظمة النسائية هذه أو المنظمة السياسية (منظمة نساء التقدمي)، ينضم تلقائيًا إلى المراتب الحزبية. إذ ننظم الانتخابات في اللجنة المركزية في الحزب، يتواصل العمل على مستوى المجموعة. إلا أن الثقافة الشعبية في غيانا ما زالت تناهض مشاركة المرأة على أعلى المستويات. كما قد تعيق الروابط العائلية الراسخة في الثقافة والتقاليد هذه المشاركة.
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: ما هي الأهداف الثلاثة التي تنوين تحقيقها في وزارتك لتعزيز مشاركة النساء من الشعوب الأصلية في السياسة؟ ما هي الاستراتيجيات التي ستستخدمينها لبلوغ الأهداف؟
بولين سوخاي: على المستوى السياسي، إن دوري أكثر ارتباطًا بالتنمية واسعة النطاق، ومع التنمية تأتي السياسة. لكن الآليات والاستراتيجيات التي نستخدمها لتطبيق البرامج في وزارتي تشمل النساء لأننا أكثر انفتاحًا. لا يمكننا أن ننزع الطابع السياسي عن الوزارة فتلك مهمة الحزب. لكن في البرامج الوطنية التي نطلقها، على غرار خطط التنمية الاجتماعية وبرنامج تحسين المعيشة، نشجع النساء على المشاركة على مستوى القرى. لا يتأتى هذا الانخراط مباشرةً عن جهودنا بل أيضًا عن الوضع الاقتصادي في القرى. فالمرأة تكون أحيانًا وجهًا بارزًا لمدة أطول في قريتها فيما يبحث الرجل عن وظيفة في قطاعات أخرى. في المجتمعات الريفية أو النائية، تكون المرأة أحيانًا الوحيدة الصامدة. فإذا ما أردنا التكلم على برنامج تحسين المعيشة أو خطط تنمية المجتمع، تكون المرأة هي المحرّك الأساسي والمصمم والمخطط.
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: إن التحالفات والشبكات أساسية في المجال السياسي. وإن شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة شبكة من هذه الشبكات. ما الدور الذي اضطلعت به التحالفات والشبكات في مسيرتك السياسية؟
بولين سوخاي: كان دورها أساسيًا جدًا. إن الوضع مختلف في الحزب الذي أنتمي إليه. على سبيل المثال، في العام 1992، على الرغم من أننا علمنا أننا سنفوز بالأغلبية في الانتخابات لو ترشحنا منفردين، نسجنا تحالفًا مع المجموعة المدنية. لذلك، إن حزبنا اليوم أصبح الحزب الشعبي التقدمي – المجموعة المدنية إذ نسجنا شراكة مدنية في إطارنا السياسي لتعمل معنا نحن أهل السياسة. ولقد خاض شريكنا المدني المنافسة إلى جانبنا في الانتخابات. سوف تعقد في العام المقبل الانتخابات (في آب/أغسطس 2011) وانطلق منذ اليوم النقاش بشأن إمكانية توسيع الشراكة لتتضمن المجتمع المدني والمنظمات الدينية.
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: ما دور الشابات على الساحة السياسة في غويانا؟ هل من حركات تنشأ حاليًا مطالبةً بتجديد القيادات في البلد؟
بولين سوخاي: لا، ليس بالقدر الذي نتمناه. أنا أدرس هذا العامل منذ فترة ورأيت أن النساء اللواتي يحصلن على فرص وإمكانية نفاذ فضلى إلى التعليم الثانوي والجامعي يمضين وقتًا أطول في المجال الأكاديمي. لكن نساء جيلي أمضين وقتًا طويلاً في الساحة السياسية لأن البعض منّا لم يتسنّ له قضاء الوقت في المجال الأكاديمي ولم نكن لنتمّكن من قضاء ذلك الوقت لتعليم أنفسنا. لذلك تمحور نشاطنا الأساسي حول السياسة، حتى على المستوى الميداني أو الشعبي فعملنا في المجتمعات. أعتقد أن ذلك يتطلب بعض الوقت، لكن نظرًا إلى تزايد عدد النساء المتعلمات، إني على ثقة بأن عدد النساء المتميزات اللواتي سيتبوأن مناصب قيادية في المستقبل القريب لن يتراجع بل سيرتفع.
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: ما هي الاقتراحات التي تودين تقديمها إلى النساء الشابات الناشطات في المجال السياسي أو أولئك اللواتي يبدين اهتمامًا بالسياسة لكن يعتقدن أنها ساحة يصعب دخولها؟
بولين سوخاي: إن الحياة قصيرة. ستكون الطريق وعرة مهما كانت المسيرة التي تختارينها، وإن اخترتِ السياسة، ستكون الرحلة مثيرة للاهتمام وزاخرة بالتحديات. تتطلب منك السياسة التحلي بالعزم وتحدي المعايير والممارسات القائمة لتحقيق التنمية لشعبك. عندما تترسخ هذه الأفكار في الأذهان، تصبح قوة الدفع لأي امرأة مشاركة في السياسة لا سيما المرأة الشابة. فتفهم أن مساهمتها في بناء بلدها وضمان الديمقراطية لشعبها تتطلب مشاركتها، وأنه يجب عدم النظر إلى السياسة على أنها مهمة "صعبة". فكل مهنة صعبة، لكنك أنتِ من يحدد مسار رحلتك.
"نظرًا إلى تزايد عدد النساء المتعلمات، إني على ثقة بأن عدد النساء المتميزات اللواتي سيتبوأن مناصب قيادية في المستقبل القريب لن يتراجع بل سيرتفع."
المتن:
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: فلنبدأ بمسيرتك في السياسة. متى بدأت تلك المسيرة؟ ما الذي ألهمك؟ ما هي العوائق التي صادفتها كامرأة؟
بولين سوخاي: بدأت مسيرتي في السياسة عندما كنت في الحادية عشر من العمر. استمددت إلهامي من الظلم الفاضح الذي واجهه في حينها حزب المعارضة في بلدي، وهو الحزب الذي أنتمي إليه اليوم. في إحدى رحلاتي، التقيت أحد أعضاء الحزب الشعبي التقدمي وكان يتعرض للمضايقات والتعنيف من جهاز الدولة – أي الشرطة – وتعهدت منذ نعومة أظافري أن أعمل على تصحيح ذلك. وعندما كنت في الثانية عشر من العمر، التحقت بمنظمة الشباب التقدمي وبعدها بمنظمة نساء التقدمي، وهي منظمة نسائية تلقى شعبية واسعة النطاق في بلدي. في تلك المرحلة، لم يكن من عودة إلى الوراء. بعدها، بدأت أنشط في الحزب الشعبي التقدمي.
منذ ذلك الحين، تبوأت مناصب عدّة. بعد أن بدأت في صفوف الحزب كعضو عادي على المستوى المحلي، تقدّمت لأصبح من أعضاء اللجنة المركزية. وأنا اليوم أيضًا عضو في المجلس التنفيذي في الحزب. لقد شغلت مناصب مختلفة في الحكومة، فكنت سكرتيرًا برلمانيًا لثلاث سنوات في وزارة شؤون السكان الأصليين، كما كنت سكرتيرًا برلمانيًا لوزارة السياحة وأنا اليوم وزيرة شؤون هنود أمريكا (منذ العام 2008). وأنا أيضًا نائب في البرلمان، وأحتفل في كانون الأول/ديسمبر 2010 بالسنة الثامنة عشر لي في السلطة التشريعية. لقد كانت بالفعل مسيرة مثيرةً للاهتمام طرحت تحديات كثيرة. لم تترك المصاعب المرتبطة بمنصبي تأثيرًا كبيرًا عليّ، لكنني أدرك النتائج واسعة النطاق لانخراط النساء في السياسة إذ يحملن مسؤوليات إضافية. أعتقد أن النساء الناشطات في السياسة هنا في غيانا تمكّن من تخطي جزء من ذلك إذ تسلّحن بالعزم والالتزام.
لن أقول إنني واجهت العقبات. أعتقد أنها كانت مهمة زاخرة بالتحديات لامرأة تأتي من قرية صغيرة جدًا في المجتمع الريفي ولم تتلقى أي تعليم ثانوي، ناهيك عن أي تعليم جامعي. كان عليّ أن أكدّ أكثر في عملي في المجالين السياسي والأكاديمي. وكان عليّ التوفيق بين مسيرتي المهنية وحياتي العائلية. تزوجت في سن مبكرة جدًا حين كنت في الحادية والعشرين من العمر وأنجبت طفلين. لكن على المستوى السياسي، لم أواجه عقبات كثيرة في الحزب الذي أنتمي إليه، إذ لطالما سعينا إلى تعزيز المساواة في تمثيل المرأة في سياسات الحزب وعملية صنع القرار، إن في الماضي عندما كنا في صفوف المعارضة أو اليوم بعد تسلمنا مقاليد الحكم. لطالما سعينا في أعلى الهرم إلى إشراك المرأة في المناصب الحزبية العليا وحتى في الحكومة. وكانت النتائج ملموسة إذ تجاوز تمثيل المرأة 33% في البرلمان. على المستوى الحكومي، أعتقد أن تمثيل المرأة بلغ 34%. حتى أن القوائم الحزبية في الانتخابات يجب أن تتألف في ثلثها من النساء، وهي الكوتا التي حرص على الحفاظ عليها الرئيس السابق المرحوم د. شدي جاغان (1992-1997).
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: لقد خضت مسيرة سياسية ضمن الحزب. إلى أي مدى ترين أن النظم الحزبية في غيانا تتسم بالانفتاح فتشجّع مشاركة النساء والمرشحات فيها؟
بولين سوخاي: يمكنني أن أتكلم عن الحزب الشعبي التقدمي، الذي لطالما اتسم بالانفتاح ولطالما رحب بالنساء. في الواقع، تحالف الحزب الذي أنتمي إليه مع إحدى المنظمات النسائية السياسية الكبرى في البلد. وذلك خير دليل على القبول بالنساء في الحزب إذ أن من ينتمي إلى المنظمة النسائية هذه أو المنظمة السياسية (منظمة نساء التقدمي)، ينضم تلقائيًا إلى المراتب الحزبية. إذ ننظم الانتخابات في اللجنة المركزية في الحزب، يتواصل العمل على مستوى المجموعة. إلا أن الثقافة الشعبية في غيانا ما زالت تناهض مشاركة المرأة على أعلى المستويات. كما قد تعيق الروابط العائلية الراسخة في الثقافة والتقاليد هذه المشاركة.
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: ما هي الأهداف الثلاثة التي تنوين تحقيقها في وزارتك لتعزيز مشاركة النساء من الشعوب الأصلية في السياسة؟ ما هي الاستراتيجيات التي ستستخدمينها لبلوغ الأهداف؟
بولين سوخاي: على المستوى السياسي، إن دوري أكثر ارتباطًا بالتنمية واسعة النطاق، ومع التنمية تأتي السياسة. لكن الآليات والاستراتيجيات التي نستخدمها لتطبيق البرامج في وزارتي تشمل النساء لأننا أكثر انفتاحًا. لا يمكننا أن ننزع الطابع السياسي عن الوزارة فتلك مهمة الحزب. لكن في البرامج الوطنية التي نطلقها، على غرار خطط التنمية الاجتماعية وبرنامج تحسين المعيشة، نشجع النساء على المشاركة على مستوى القرى. لا يتأتى هذا الانخراط مباشرةً عن جهودنا بل أيضًا عن الوضع الاقتصادي في القرى. فالمرأة تكون أحيانًا وجهًا بارزًا لمدة أطول في قريتها فيما يبحث الرجل عن وظيفة في قطاعات أخرى. في المجتمعات الريفية أو النائية، تكون المرأة أحيانًا الوحيدة الصامدة. فإذا ما أردنا التكلم على برنامج تحسين المعيشة أو خطط تنمية المجتمع، تكون المرأة هي المحرّك الأساسي والمصمم والمخطط.
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: إن التحالفات والشبكات أساسية في المجال السياسي. وإن شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة شبكة من هذه الشبكات. ما الدور الذي اضطلعت به التحالفات والشبكات في مسيرتك السياسية؟
بولين سوخاي: كان دورها أساسيًا جدًا. إن الوضع مختلف في الحزب الذي أنتمي إليه. على سبيل المثال، في العام 1992، على الرغم من أننا علمنا أننا سنفوز بالأغلبية في الانتخابات لو ترشحنا منفردين، نسجنا تحالفًا مع المجموعة المدنية. لذلك، إن حزبنا اليوم أصبح الحزب الشعبي التقدمي – المجموعة المدنية إذ نسجنا شراكة مدنية في إطارنا السياسي لتعمل معنا نحن أهل السياسة. ولقد خاض شريكنا المدني المنافسة إلى جانبنا في الانتخابات. سوف تعقد في العام المقبل الانتخابات (في آب/أغسطس 2011) وانطلق منذ اليوم النقاش بشأن إمكانية توسيع الشراكة لتتضمن المجتمع المدني والمنظمات الدينية.
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: ما دور الشابات على الساحة السياسة في غويانا؟ هل من حركات تنشأ حاليًا مطالبةً بتجديد القيادات في البلد؟
بولين سوخاي: لا، ليس بالقدر الذي نتمناه. أنا أدرس هذا العامل منذ فترة ورأيت أن النساء اللواتي يحصلن على فرص وإمكانية نفاذ فضلى إلى التعليم الثانوي والجامعي يمضين وقتًا أطول في المجال الأكاديمي. لكن نساء جيلي أمضين وقتًا طويلاً في الساحة السياسية لأن البعض منّا لم يتسنّ له قضاء الوقت في المجال الأكاديمي ولم نكن لنتمّكن من قضاء ذلك الوقت لتعليم أنفسنا. لذلك تمحور نشاطنا الأساسي حول السياسة، حتى على المستوى الميداني أو الشعبي فعملنا في المجتمعات. أعتقد أن ذلك يتطلب بعض الوقت، لكن نظرًا إلى تزايد عدد النساء المتعلمات، إني على ثقة بأن عدد النساء المتميزات اللواتي سيتبوأن مناصب قيادية في المستقبل القريب لن يتراجع بل سيرتفع.
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: ما هي الاقتراحات التي تودين تقديمها إلى النساء الشابات الناشطات في المجال السياسي أو أولئك اللواتي يبدين اهتمامًا بالسياسة لكن يعتقدن أنها ساحة يصعب دخولها؟
بولين سوخاي: إن الحياة قصيرة. ستكون الطريق وعرة مهما كانت المسيرة التي تختارينها، وإن اخترتِ السياسة، ستكون الرحلة مثيرة للاهتمام وزاخرة بالتحديات. تتطلب منك السياسة التحلي بالعزم وتحدي المعايير والممارسات القائمة لتحقيق التنمية لشعبك. عندما تترسخ هذه الأفكار في الأذهان، تصبح قوة الدفع لأي امرأة مشاركة في السياسة لا سيما المرأة الشابة. فتفهم أن مساهمتها في بناء بلدها وضمان الديمقراطية لشعبها تتطلب مشاركتها، وأنه يجب عدم النظر إلى السياسة على أنها مهمة "صعبة". فكل مهنة صعبة، لكنك أنتِ من يحدد مسار رحلتك.