أسكوفاري أوليماتو تامبورا
من يتعاطى السياسة لا ينخرط سوى في حل المشاكل التي يواجهها مجتمعه المحلي أو مدينته أو بلده، أي أن الجميع يتعاطى السياسة..... إلى أخواتي وبناتي اللواتي يرغبن دخول الساحة السياسية، إليكن نصيحة واحدة وهي: تحلّين بالإيمان!
المتن:
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: بدايةً، ما هي التحديات التي واجهتها كامرأة تحتلّ مناصب قيادية على الساحة السياسية؟ كيف ساعدتكِ خبرتك وتجربتك اليومية في تذليل هذه العقبات؟
السيدة المحترمة أسكوفاري: شكرًا على إجراء هذه المقابلة. لقد دخلتُ الساحة السياسية سنة 1997 تزامنًا مع إنشاء حزب الشعب (COPP) الذي كنت الأمينة العامة فيه من 1997 إلى 2002، وأفتخر بأن عملية ترسيخ الحزب في كل أنحاء مالي قد تكللت بالنجاح. بشكلٍ عام، تقع المرأة التي تنجح في احتلال مناصب المسؤولية ضحية الأحكام المسبقة التي تجبرها على بذل جهود مضاعفة لكي تبرهن مؤهلاتها على المستوى التقني أولاً ولكي تؤكد على هويتها كـ"امرأة". أستفيد من هذه التجربة في حياتي اليومية وبشكلٍ خاص في ممارسة مهامي كنائب في الجمعية الوطنية وسوف أتناول سؤالكم التالي إنطلاقًا من هذه النقطة.
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: من فضلكِ، أخبري قراءنا كيف ساهمتِ في حماية حقوق المرأة في "تينينكو" وتعزيزها في الحياة العامة؟
السيدة المحترمة أسكوفاري: لقد انتخبني المواطنون في مقاطعة "تينينكو"، وأنا اليوم أخدم ولايتي الثانية، لكنني أمثل المواطنين في مالي جميعهم، إذ أن "كل ولاية إلزامية باطلة". وعليه، تواجه النساء في "تينينكو" على غرار النساء الأخريات في مالي انخفاض معدل الالتحاق بالمدرسة، والفقر والمرض (فيروس نقص المناعة المكتسب/الأيدز وتدهور الصحة الإنجابية) والمسّ بسلامتهن الجسدية، وسوء التمثيل في هيئات صنع القرار الإدارية والسياسية. إذ أعمل في مجال سن القوانين، يمكنني أن أبذل الجهود لأعالج هذا الوضع من خلال إطلاق التدابير التشريعية التي تصبّ في مصلحة النساء. كما وأحرص على حسن تطبيق النصوص السارية التي تحمي حقوق المرأة من خلال الإشراف الحكومي. قد تسمح بعض التدابير الطوعية على غرار الكوتا، إلى النساء بالاضطلاع بدورٍ في الحياة العامة وبالتالي إحداث تغيير فعلي في السلوك. ويعتبر هذا التغيير أساسيًا لتحقيق تنمية متناغمة في بلدنا.
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: إنطلاقًا من هذه التجربة، ما الخطوات التي يجب أن تتخذها النساء اللواتي يتبوأن مناصب سياسية رفيعة لتعزيز وضع المرأة في مالي وصون حقوقها؟
السيدة المحترمة أسكوفاري: من المرفوض أن يرتكبن الأخطاء. على كلّ منهنّ أن تعتبر نفسها مكلّفة بمهمة الدفاع عن قضية المرأة، أي أن تبرهن أنه بإمكانها أن تحقق الإنجازات كما الرجل لا بل أن تتفوق عليه. لا يسعنا سوى أن نضع هذه المقارنة على هذا المستوى. وتكون هؤلاء النساء دومًا نماذج تحتذى للنساء الأخريات.
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: ما هي برأيكِ الحواجز الأساسية التي تعترض سبيل النساء اللواتي يدخلن المعترك السياسي؟ كيف تمكّنتِ من تذليلها؟
السيدة المحترمة أسكوفاري: تُطرح الحواجز على المستوى الاجتماعي الثقافي. وعلى من يريد أن يتخطاها أن يتحلّى بالجرأة في المقام الأول. عليه بعدها أن ينظّم شؤونه لكي يتمكن من مواجهة المسؤوليات الأخرى عائلية كانت أم خارجية. إنه بالفعل لتحدٍّ كبير ويجب أن تتخذي شريكك حليفك الأساسي!
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: سيدتي المحترمة، ما الذي تقومين به لمساعدة النساء والفتيات على المشاركة في الحياة السياسية وتشجيعهن؟
السيدة المحترمة أسكوفاري: ألجأ كثيرًا إلى الأمثلة الحسّية في هذا المجال، وقبل أي مثال آخر أشير إلى تجربتي الخاصة وهي أبلغ من الكلام. وفي إطار نشاطي ضمن الجمعيات، أسعى إلى التأثير على الممارسات الشائعة المضرة من خلال إطلاق أنشطة نشر الوعي وبناء قدرات النساء. لهذا أنشأت جمعية تعمل من أجل تحسين التحاق الفتيات بالمدارس في دائرتي والترويج للممارسات السليمة في مجال الصحة الإنجابية.
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: كيف ساعدك الدعم الذي قدّمته لك النساء في أنشطتك؟ كيف تساهم المجموعات النسائية واللجان النسائية في الأحزاب السياسية في تعزيز فعالية النساء في السياسة؟
السيدة المحترمة أسكوفاري: إن النساء حليفاتي الأساسيات في دائرتي، ولا بد من أن أستغنم هذه الفرصة لكي أوجه لهن تحية إجلال. يشكّلن قوةً أساسية في الأحزاب السياسية، ولا شك في فعاليتهن لكنهن الطاقة التي تفيض منهن لا تستخدم دومًا بحكمة.
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: برأيكِ، كيف يمكن استخدام مبادرة على غرار شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة لتشجيع تقدّم المرأة في المجال السياسي؟
السيدة المحترمة أسكوفاري: إن مبادرة شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة لمبادرة جميلة جدًا وأود في هذه المناسبة أن أهنئ من أنشأها ومن يروج لها. يمكن أن تستخدم القائدات هذه الشبكة لتعزيز تبادل التجارب وتشاطرها وإطلاق أنشطة مشتركة، ما يتعذّر إذا ما لم نعزز قدرات النساء في استخدام أدوات المعلوماتية في المقام الأول. بالفعل، تفصل ما بين النساء والرجال هوة شاسعة في استخدام أدوات المعلوماتية، كالهوة الرقمية التي تفصل بلدان الشمال عن بلدان الجنوب ولا بدّ من ردمها. لذلك، على شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة تنويع منهجيات عملها فتكون مثلاً هيكليتها حاضرةً ميدانيًا في اتصال حسّي فعلي مع النساء، إلى جانب الاتصال على الانترنت.
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: ما النصيحة التي تسدينها إلى أعضاء شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة، وبخاصة النساء والفتيات اللواتي يرغبن دخول معترك السياسة؟
السيدة المحترمة أسكوفاري: في بلادنا، عندما يقال إن أحدهم يتعاطى السياسة (politiguimogo بلغة بانمانا)، تحمل هذه العبارة دلالة سلبيًا. بدايةً لا بد من إزالة أي لبس على هذا المستوى. فمن يتعاطى السياسة لا ينخرط سوى في حل المشاكل التي يواجهها مجتمعه المحلي أو مدينته أو بلده، أي أن الجميع يتعاطى السياسة. لا تعدّ السياسة حكرًا على الرجال. صحيح أن تنظيم مجتمعنا يميل إلى إقصاء النساء بطريقة ما إذ يضعهن في المرتبة الثانية. واضح أن العادات راسخة مرسّخة، لكن الأمل موجود. ومع تطوّر الذهنيات ومختلف سياسات الحكومة ومنظمات المجتمع المدني لتعزيز المرأة، قد يتحقق النجاح في نهاية المطاف. شكّل حلول الديمقراطية في مالي في آذار/مارس 1991 منعطفًا تاريخيًا للنساء في إدراكهن قدرتهن التنظيمية والقدرة على التأثير على مجرى الأحداث، وأعتقد أن هذه القفزة مكتسبًا لا يمكن إلغاؤه. إلى أخواتي وبناتي اللواتي يرغبن دخول الساحة السياسية، إليكن نصيحة واحدة وهي: تحلّين بالإيمان!
من يتعاطى السياسة لا ينخرط سوى في حل المشاكل التي يواجهها مجتمعه المحلي أو مدينته أو بلده، أي أن الجميع يتعاطى السياسة..... إلى أخواتي وبناتي اللواتي يرغبن دخول الساحة السياسية، إليكن نصيحة واحدة وهي: تحلّين بالإيمان!
المتن:
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: بدايةً، ما هي التحديات التي واجهتها كامرأة تحتلّ مناصب قيادية على الساحة السياسية؟ كيف ساعدتكِ خبرتك وتجربتك اليومية في تذليل هذه العقبات؟
السيدة المحترمة أسكوفاري: شكرًا على إجراء هذه المقابلة. لقد دخلتُ الساحة السياسية سنة 1997 تزامنًا مع إنشاء حزب الشعب (COPP) الذي كنت الأمينة العامة فيه من 1997 إلى 2002، وأفتخر بأن عملية ترسيخ الحزب في كل أنحاء مالي قد تكللت بالنجاح. بشكلٍ عام، تقع المرأة التي تنجح في احتلال مناصب المسؤولية ضحية الأحكام المسبقة التي تجبرها على بذل جهود مضاعفة لكي تبرهن مؤهلاتها على المستوى التقني أولاً ولكي تؤكد على هويتها كـ"امرأة". أستفيد من هذه التجربة في حياتي اليومية وبشكلٍ خاص في ممارسة مهامي كنائب في الجمعية الوطنية وسوف أتناول سؤالكم التالي إنطلاقًا من هذه النقطة.
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: من فضلكِ، أخبري قراءنا كيف ساهمتِ في حماية حقوق المرأة في "تينينكو" وتعزيزها في الحياة العامة؟
السيدة المحترمة أسكوفاري: لقد انتخبني المواطنون في مقاطعة "تينينكو"، وأنا اليوم أخدم ولايتي الثانية، لكنني أمثل المواطنين في مالي جميعهم، إذ أن "كل ولاية إلزامية باطلة". وعليه، تواجه النساء في "تينينكو" على غرار النساء الأخريات في مالي انخفاض معدل الالتحاق بالمدرسة، والفقر والمرض (فيروس نقص المناعة المكتسب/الأيدز وتدهور الصحة الإنجابية) والمسّ بسلامتهن الجسدية، وسوء التمثيل في هيئات صنع القرار الإدارية والسياسية. إذ أعمل في مجال سن القوانين، يمكنني أن أبذل الجهود لأعالج هذا الوضع من خلال إطلاق التدابير التشريعية التي تصبّ في مصلحة النساء. كما وأحرص على حسن تطبيق النصوص السارية التي تحمي حقوق المرأة من خلال الإشراف الحكومي. قد تسمح بعض التدابير الطوعية على غرار الكوتا، إلى النساء بالاضطلاع بدورٍ في الحياة العامة وبالتالي إحداث تغيير فعلي في السلوك. ويعتبر هذا التغيير أساسيًا لتحقيق تنمية متناغمة في بلدنا.
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: إنطلاقًا من هذه التجربة، ما الخطوات التي يجب أن تتخذها النساء اللواتي يتبوأن مناصب سياسية رفيعة لتعزيز وضع المرأة في مالي وصون حقوقها؟
السيدة المحترمة أسكوفاري: من المرفوض أن يرتكبن الأخطاء. على كلّ منهنّ أن تعتبر نفسها مكلّفة بمهمة الدفاع عن قضية المرأة، أي أن تبرهن أنه بإمكانها أن تحقق الإنجازات كما الرجل لا بل أن تتفوق عليه. لا يسعنا سوى أن نضع هذه المقارنة على هذا المستوى. وتكون هؤلاء النساء دومًا نماذج تحتذى للنساء الأخريات.
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: ما هي برأيكِ الحواجز الأساسية التي تعترض سبيل النساء اللواتي يدخلن المعترك السياسي؟ كيف تمكّنتِ من تذليلها؟
السيدة المحترمة أسكوفاري: تُطرح الحواجز على المستوى الاجتماعي الثقافي. وعلى من يريد أن يتخطاها أن يتحلّى بالجرأة في المقام الأول. عليه بعدها أن ينظّم شؤونه لكي يتمكن من مواجهة المسؤوليات الأخرى عائلية كانت أم خارجية. إنه بالفعل لتحدٍّ كبير ويجب أن تتخذي شريكك حليفك الأساسي!
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: سيدتي المحترمة، ما الذي تقومين به لمساعدة النساء والفتيات على المشاركة في الحياة السياسية وتشجيعهن؟
السيدة المحترمة أسكوفاري: ألجأ كثيرًا إلى الأمثلة الحسّية في هذا المجال، وقبل أي مثال آخر أشير إلى تجربتي الخاصة وهي أبلغ من الكلام. وفي إطار نشاطي ضمن الجمعيات، أسعى إلى التأثير على الممارسات الشائعة المضرة من خلال إطلاق أنشطة نشر الوعي وبناء قدرات النساء. لهذا أنشأت جمعية تعمل من أجل تحسين التحاق الفتيات بالمدارس في دائرتي والترويج للممارسات السليمة في مجال الصحة الإنجابية.
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: كيف ساعدك الدعم الذي قدّمته لك النساء في أنشطتك؟ كيف تساهم المجموعات النسائية واللجان النسائية في الأحزاب السياسية في تعزيز فعالية النساء في السياسة؟
السيدة المحترمة أسكوفاري: إن النساء حليفاتي الأساسيات في دائرتي، ولا بد من أن أستغنم هذه الفرصة لكي أوجه لهن تحية إجلال. يشكّلن قوةً أساسية في الأحزاب السياسية، ولا شك في فعاليتهن لكنهن الطاقة التي تفيض منهن لا تستخدم دومًا بحكمة.
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: برأيكِ، كيف يمكن استخدام مبادرة على غرار شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة لتشجيع تقدّم المرأة في المجال السياسي؟
السيدة المحترمة أسكوفاري: إن مبادرة شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة لمبادرة جميلة جدًا وأود في هذه المناسبة أن أهنئ من أنشأها ومن يروج لها. يمكن أن تستخدم القائدات هذه الشبكة لتعزيز تبادل التجارب وتشاطرها وإطلاق أنشطة مشتركة، ما يتعذّر إذا ما لم نعزز قدرات النساء في استخدام أدوات المعلوماتية في المقام الأول. بالفعل، تفصل ما بين النساء والرجال هوة شاسعة في استخدام أدوات المعلوماتية، كالهوة الرقمية التي تفصل بلدان الشمال عن بلدان الجنوب ولا بدّ من ردمها. لذلك، على شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة تنويع منهجيات عملها فتكون مثلاً هيكليتها حاضرةً ميدانيًا في اتصال حسّي فعلي مع النساء، إلى جانب الاتصال على الانترنت.
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: ما النصيحة التي تسدينها إلى أعضاء شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة، وبخاصة النساء والفتيات اللواتي يرغبن دخول معترك السياسة؟
السيدة المحترمة أسكوفاري: في بلادنا، عندما يقال إن أحدهم يتعاطى السياسة (politiguimogo بلغة بانمانا)، تحمل هذه العبارة دلالة سلبيًا. بدايةً لا بد من إزالة أي لبس على هذا المستوى. فمن يتعاطى السياسة لا ينخرط سوى في حل المشاكل التي يواجهها مجتمعه المحلي أو مدينته أو بلده، أي أن الجميع يتعاطى السياسة. لا تعدّ السياسة حكرًا على الرجال. صحيح أن تنظيم مجتمعنا يميل إلى إقصاء النساء بطريقة ما إذ يضعهن في المرتبة الثانية. واضح أن العادات راسخة مرسّخة، لكن الأمل موجود. ومع تطوّر الذهنيات ومختلف سياسات الحكومة ومنظمات المجتمع المدني لتعزيز المرأة، قد يتحقق النجاح في نهاية المطاف. شكّل حلول الديمقراطية في مالي في آذار/مارس 1991 منعطفًا تاريخيًا للنساء في إدراكهن قدرتهن التنظيمية والقدرة على التأثير على مجرى الأحداث، وأعتقد أن هذه القفزة مكتسبًا لا يمكن إلغاؤه. إلى أخواتي وبناتي اللواتي يرغبن دخول الساحة السياسية، إليكن نصيحة واحدة وهي: تحلّين بالإيمان!