ريجينا موندي
كافحت على مرّ السنوات لكي يتم الإعتراف بمواهب المرأة ولكي تهتّم المرأة بالسياسة. لقد نظّمنا المحاضرات لتشجيع النساء على المشاركة الفاعلة في السياسة ليس من خلال الإدلاء بأصواتهن فحسب بل من خلال الإنضمام إلى الأحزاب السياسية أيضًا.
المتن:
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: حضرة السيّدة "موندي"، هلاّ تعرّفين بنفسك بشكلٍ مقتضب؟ ما المنصب الذي شغلته قبل أن تدخلي المعترك السياسي؟ ريجينا موندي: إنه لشرفٌ لي ولمن دواعي سروري أن أعرّف النساء المشاركات في هذا المنتدى الوقور بنفسي. إسمي ريجينا موندي وأنا المديرة العامة في شركة هوزيانا المحدودة، وعضو اللجنة المركزية في الحركة الديمقراطية الشعبية في الكاميرون. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: كيف انخرطت̗ في السياسة ومن كان مصدر إلهامك؟ ريجينا موندي: كنت محظوظةً بانتمائي إلى المجموعة الثالثة من الطلاب الأفريقيين الذين درسوا في الولايات المتحدة الأميركية مستفيدين من برنامج المنح الأفريقي الأميركي للدراسة في الجامعات الأميركية، الذي أطلقه الرئيس جون ف. كينيدي. درستُ علم الإقتصاد في جامعة "ترينيتي". ويسرّني أن أذكر أن رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي وحاكمة ولاية كانساس كاثلين سيبيليوس من خرّيجي جامعة "ترينيتي". ذكرتُ جامعة ترينيتي ومدرستي الثانوية إذ تكوّنت شخصيّة القائدة لديّ في هاتين المؤسستين. فيما كنت طالبةً في جامعة "ترينيتي"، كنتُ أمضي معظم أوقات فراغي في زيارة مبنى "كابيتول هيل". ولطالما طلب مني أصدقائي الذهاب معهم لزيارة أعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ. حتى أن الفرصة أتحيت لأن أحضر اجتماع مجلس النواب من الشرفة. وفي يوم من الأيام، قمت بزيارة السناتور روبرت كينيدي وبعث لي برسالةٍ حملت توقيعه، ولهذه الرسالة قيمةٌ معنوية كبيرة لي. تمكّنتُ من خلال إقامتي في واشنطن خلال الستينات من إدراك أهميّة صوت الشعب. وصلتُ إلى واشنطن بعد مضيّ عامٍ واحد بالكاد على مظاهرة واشنطن التي قادها د. مارتن لوثر كينغ، وشهدتُ أحداث الشغب في شيكاغو سنة 1968 خلال المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي. كنّا أمام أسلوبين مختلفين من القيادة أوّلهما أدّى إلى العنف والثاني إلى الإنجازات السلميّة على المدى الطويل. عند عودتي إلى الكاميرون، شعرتُ بضرورة الإنضمام إلى النساء الناشطات في الحياة العامة، وكنّ يحاولن تحسين حياة النساء الأخريات. بعد عودتي بفترةٍ قصيرة حدث أمرٌ لافت إذ صادفتُ امرأةً كنّا نعتبرها أسطورةً حيّة عندما كنت في المدرسة الثانوية. إنها السيدة "جوزيفا مويا" وهي من النساء الأوائل في مجلس نواب كاميرون الغربية. في خلال إحدى جلسات المجلس، طُرحت مسألة أساسية للتصويت. كانت السيدة "مويا" قد أنجبت حديثًا واعتقد الجميع أنها لن تحضر الجلسة. لكن يا للمفاجأة إذ تركت طفلها الذي لم يبلغ من العمر إلاّ بضعة أيام وحضرت الجلسة لتصوّت. هذا الصوت الوحيد غيّر مجرى تاريخ الكاميرون. ومنذ اليوم الذي التقيتها، أصبحتُ أستشيرها في كافة الأمور وأقتدي بها. سوف أخبركم المزيد عن هذه المرأة الرائعة لاحقًا. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: هل قدّمت لك̗ أسرتك وأصدقاؤك الدّعم عندما قرّرت̗ دخول المعترك السياسي؟ ريجينا موندي: بدأتُ مسيرتي فعليًا كأمينة سرّ القسم النسائي ضمن الإتحاد الوطني الكامروني (CNU) في قسمي الفرعي. وقدّم لي زوجي كلّ الدعم عندما أعلمته بأنني سوف أترشح في الإنتخابات. كان رجلاً هادئًا يحمل أفكارًا عديدة، فكنّا نمضي أوقاتًا طويلة نناقش أنشطتي السياسية، وكان دومًا مستعدًا لإسدائي النصائح. في ذلك الوقت، ساد في الكاميرون نظام ديمقراطية الحزب الواحد. وأكثر ما أثار اهتمامي كان العمل لتحقيق التنمية الإقتصادية، ورأيت أنه يمكن تحقيق هذا الهدف على المستوى الصغير. لم تكن النساء على غرار السيدة "أنا فونشا" و"فيرونيكا سانغبونغ" و"هيلين مونجو" قد بلغن مستويات التحصيل العلمي التي بلغتها، إلا أنهن قمن بإنجازات عديدة من أجل النساء. لذلك تعلّمت الكثير إذ كنت سكريتيرة إحداهن. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: ما هي بعض الحواجز التي واجهتها في مسيرتك السياسة؟ ريجينا موندي: نظّم المسؤولون التنفيذيون ضمن الحزب المحاضرات وورش العمل للنساء حول الأنشطة التي تدرّ المدخول. مارسنا الضغط على الحكومة لبناء الطرقات التي تقود من المزارع إلى الأسواق. أنشئت التعاونيات الزراعية، وأذكر أن التعاونية الأولى كانت تعنى بشراء زيت النخيل وتسويقه، وسرعان ما راحت الحكومة تقدّم المعونة لها. كنت أعمل مع إحدى الزميلات المقرّبات السيدة "تيريزا نغو"، وهي تشغل اليوم منصب مساعدة العمدة في مجلسنا لكن ضمن حزب المعارضة، وكنا ننشئ المجموعات التي تسجّل ضمن الإدارة وتم تحويل البعض منها إلى مجموعات المبادرة المشتركة. وتضم اليوم المقاطعة مئات المجموعات النسائية التي تقوم بمختلف الأنشطة التي تتراوح ما بين إنتاج الخضار وتصنيع الأغذية ومجموعات الإدخار والإقراض. سنة 1983، صدر مرسوم رئاسي تم تعييني بموجبه في منصب مستشارة الشؤون الثقافية والإجتماعية في مكتب حاكم مقاطعتنا، وكنتُ الإمرأة الأولى التي تعيّن في منصبٍ قيادي كهذا. أما اليوم فتحتلّ النساء منصب موظفات الأقسام وتحتلّ امرأة واحدة منصب كبيرة موظفي القسم. كان المنصب ذاك مثيرًا للإهتمام ورأيت أنه بإمكاني الإستفادة منه لتحقيق الكثير للنساء. لذلك ترشحت سنة 1986 لمنصب رئيسة القسم النسائي وحققت الفوز. وكان الحزب الوطني قد غيّر اسمه من الإتحاد الوطني الكاميروني إلى الحركة الديمقراطية الشعبية في الكاميرون في 1985. وتمكّنت من استخدام منصبي في مكتب الحاكم لتنسيق المزيد من الأنشطة النسائية. في العام 1990، استعادت الكاميرون نظام التعددية الحزبية. عندها تركت مكتب الحاكم وركّزت كليًا على نشاطي السياسي. في حزيران/يونيو من ذلك العام، أعلن الرئيس "بول بيا" خلال خطابٍ متلفز إلى الأمة: "علينا أن نكون مستعدّين للمنافسة". لم يصدّق العديد من الأشخاص هذا التصريح لكن لم يكن ليتراجع عنه. كان "بول بيا" ملتزمًا بتحويل الكاميرون إلى دولة ديمقراطية فعليّة. تبوأ سدّة الرئاسة سنة 1982 وشرح في كتابه "الليبرالية المجتمعية" فلسفته حول الحكم التي تتمحور حول: الإستقامة المعنوية والعدالة الإجتماعية والوحدة الوطنية والإدماج والتنمية الإقتصادية. قرأت الكتاب هذا بتمعّن وانتباه واقتنعت اقتناعًا راسخًا بما عبّر عنه في الكتاب. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: برأيك̗، هل من حواجز محدّدة تحول دون تولّي النساء مناصب قيادية؟ ريجينا موندي: أذكر أنني كنتُ منذ بضع سنوات في اللجنة التي تولّت فرز طلبات الترشيح للإنتخابات البلدية. لم تقتصر المعركة على إدراج النساء على القوائم الإنتخابية بل طُرحت مشكلة موقعهن على القوائم هذه. أراد الرجال أن تكون النساء في أسفل القائمة ما قد يؤدي إلى التخلّي عنهن إذا ما اضطر أكثر من حزبٍ واحد إلى تشارك المقاعد. تعاملت مع الوضع هذا بهدوءٍ تام، وهي تقنية تعلّمتها من جدتي "إليزابيث مونا". لم يعلُ صوتها أبدًا ولم تغضب أبدًا لكنها نجحت في إقناع الأشخاص بالقيام بما تريده، وما زلت أتعلّم هذه الطريقة. كنت أحتفظ بدفترٍ يحتوي على أسماء النساء وكفاءاتهن من كافة أنحاء المقاطعة. وكلّما كنّا بحاجة إلى بعض المواهب الخاصة كنت أراجع الدفتر هذا، حتى أن الرجال بدأوا يتصلون بي لأزودهم ببعض المراجع. فالنساء يتمتّعن بالمواهب وعليهن بناء ثقتهن بأنفسهن أكثر. عليهن أن يتحلين بالإيمان بأنفسهن بدل العيش في ظل أزواجهن. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: هل تعتقدين أن الأفراد بشكلٍ عام، والنساء بشكلٍ خاص، يحظون بنفاذ كافٍ إلى المعلومات في أيامنا هذه؟ لمَ تعتقدين أن النفاذ إلى المعلومات مهمّ؟ وما الذي يمكن القيام به لتعزيز النفاذ إلى المعلومات وتبادلها؟ ريجينا موندي: يجب أن تحدّد المرأة أهدافها وأن تبذل الجهود لتحقيقها. بعد ذلك، عليها تحديد من وما الذي يساعدها على تحقيقها وأن تتعرف إلى السبل والوسائل ذات الصلة. استحال العالم اليوم قرية صغيرة، ومن هنا أهمية النفاذ إلى المعلومات. لا شك في أن شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة (iKNOW Politics) لمفيدة جدًا، فهي تقدّم ميزات عديدة، ومع مرور الوقت يكتشف مستخدم الشبكة أي من الميزات تفيده أكثر. لقد ولّى زمن عزلة المرأة في منطقتها وأصبح التفاعل مع الآخرين ضرورةً ملحّة. لقد زرتُ موقع الشبكة لفترة قصيرة جدًا، وكنت أشعر بفراغٍ كبير لكن رأيت فجأة المسائل التي يمكن أن أحققها. يجب أن تخصص النساء في الكاميرون بعض الوقت للنفاذ إلى الإنترنت. الملاحظات الختامية إلى النساء اللواتي وضعن الأسس لننطلق منها، من ملكاتٍ وزعيمات وغيرهن، نوجّه جزيل الشكر. إلى النساء اللواتي يكافحن للفوز بالإنتخابات في هذا العام، نتمنى كلّ الحظ. تصرّفن على طبيعتكن واعتمدن الحزم والهدوء واستخدمن قلوبكن وعقولكن. إلى جيل النساء الشابات، أقول إن راية المرأة ما زالت ترتفع تدريجيًا ومن واجبكن أن تدفعوا بها لترفرف في أعلى الصارية. اعملن مع الرجال يدًا بيد لقيادة السفينة إلى برّ الأمان وإلاّ سوف تغرق. نطمح لأن يكون العالم عادلاً حيث يعمل الرجل والمرأة معًا كشريكين يكمّلان بعضهما البعض. في الثاني والعشرين من الشهر هذا، سوف يتوجه المواطنون في الكاميرون إلى صناديق الإقتراع لاختيار أعضاء البرلمان وأعضاء المجالس البلدية. في المقاطعة الشمالية الغربية، ترشّحت خمس نساء للإنتخابات التشريعية فيما تترأس ست نساء على الأقل قوائم المرشحين للإنتخابات البلدية. إنها بالفعل لمرحلةٌ مثيرة جدًا. بالطبع سوف أعمل ليحقق حزبي الفوز إذ أترأس الحملات الإنتخابية في القسم الفرعي، لكنني سوف أحتفل أيضًا بفوز أي امرأة بغض النظر عن إنتماءاتها السياسية. ألسنا بمحظوظات إذ يمكننا أن نحتفل على جبهتين! فليكن الله بعونكم! للمزيد، الرجاء زيارة
كافحت على مرّ السنوات لكي يتم الإعتراف بمواهب المرأة ولكي تهتّم المرأة بالسياسة. لقد نظّمنا المحاضرات لتشجيع النساء على المشاركة الفاعلة في السياسة ليس من خلال الإدلاء بأصواتهن فحسب بل من خلال الإنضمام إلى الأحزاب السياسية أيضًا.
المتن:
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: حضرة السيّدة "موندي"، هلاّ تعرّفين بنفسك بشكلٍ مقتضب؟ ما المنصب الذي شغلته قبل أن تدخلي المعترك السياسي؟ ريجينا موندي: إنه لشرفٌ لي ولمن دواعي سروري أن أعرّف النساء المشاركات في هذا المنتدى الوقور بنفسي. إسمي ريجينا موندي وأنا المديرة العامة في شركة هوزيانا المحدودة، وعضو اللجنة المركزية في الحركة الديمقراطية الشعبية في الكاميرون. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: كيف انخرطت̗ في السياسة ومن كان مصدر إلهامك؟ ريجينا موندي: كنت محظوظةً بانتمائي إلى المجموعة الثالثة من الطلاب الأفريقيين الذين درسوا في الولايات المتحدة الأميركية مستفيدين من برنامج المنح الأفريقي الأميركي للدراسة في الجامعات الأميركية، الذي أطلقه الرئيس جون ف. كينيدي. درستُ علم الإقتصاد في جامعة "ترينيتي". ويسرّني أن أذكر أن رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي وحاكمة ولاية كانساس كاثلين سيبيليوس من خرّيجي جامعة "ترينيتي". ذكرتُ جامعة ترينيتي ومدرستي الثانوية إذ تكوّنت شخصيّة القائدة لديّ في هاتين المؤسستين. فيما كنت طالبةً في جامعة "ترينيتي"، كنتُ أمضي معظم أوقات فراغي في زيارة مبنى "كابيتول هيل". ولطالما طلب مني أصدقائي الذهاب معهم لزيارة أعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ. حتى أن الفرصة أتحيت لأن أحضر اجتماع مجلس النواب من الشرفة. وفي يوم من الأيام، قمت بزيارة السناتور روبرت كينيدي وبعث لي برسالةٍ حملت توقيعه، ولهذه الرسالة قيمةٌ معنوية كبيرة لي. تمكّنتُ من خلال إقامتي في واشنطن خلال الستينات من إدراك أهميّة صوت الشعب. وصلتُ إلى واشنطن بعد مضيّ عامٍ واحد بالكاد على مظاهرة واشنطن التي قادها د. مارتن لوثر كينغ، وشهدتُ أحداث الشغب في شيكاغو سنة 1968 خلال المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي. كنّا أمام أسلوبين مختلفين من القيادة أوّلهما أدّى إلى العنف والثاني إلى الإنجازات السلميّة على المدى الطويل. عند عودتي إلى الكاميرون، شعرتُ بضرورة الإنضمام إلى النساء الناشطات في الحياة العامة، وكنّ يحاولن تحسين حياة النساء الأخريات. بعد عودتي بفترةٍ قصيرة حدث أمرٌ لافت إذ صادفتُ امرأةً كنّا نعتبرها أسطورةً حيّة عندما كنت في المدرسة الثانوية. إنها السيدة "جوزيفا مويا" وهي من النساء الأوائل في مجلس نواب كاميرون الغربية. في خلال إحدى جلسات المجلس، طُرحت مسألة أساسية للتصويت. كانت السيدة "مويا" قد أنجبت حديثًا واعتقد الجميع أنها لن تحضر الجلسة. لكن يا للمفاجأة إذ تركت طفلها الذي لم يبلغ من العمر إلاّ بضعة أيام وحضرت الجلسة لتصوّت. هذا الصوت الوحيد غيّر مجرى تاريخ الكاميرون. ومنذ اليوم الذي التقيتها، أصبحتُ أستشيرها في كافة الأمور وأقتدي بها. سوف أخبركم المزيد عن هذه المرأة الرائعة لاحقًا. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: هل قدّمت لك̗ أسرتك وأصدقاؤك الدّعم عندما قرّرت̗ دخول المعترك السياسي؟ ريجينا موندي: بدأتُ مسيرتي فعليًا كأمينة سرّ القسم النسائي ضمن الإتحاد الوطني الكامروني (CNU) في قسمي الفرعي. وقدّم لي زوجي كلّ الدعم عندما أعلمته بأنني سوف أترشح في الإنتخابات. كان رجلاً هادئًا يحمل أفكارًا عديدة، فكنّا نمضي أوقاتًا طويلة نناقش أنشطتي السياسية، وكان دومًا مستعدًا لإسدائي النصائح. في ذلك الوقت، ساد في الكاميرون نظام ديمقراطية الحزب الواحد. وأكثر ما أثار اهتمامي كان العمل لتحقيق التنمية الإقتصادية، ورأيت أنه يمكن تحقيق هذا الهدف على المستوى الصغير. لم تكن النساء على غرار السيدة "أنا فونشا" و"فيرونيكا سانغبونغ" و"هيلين مونجو" قد بلغن مستويات التحصيل العلمي التي بلغتها، إلا أنهن قمن بإنجازات عديدة من أجل النساء. لذلك تعلّمت الكثير إذ كنت سكريتيرة إحداهن. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: ما هي بعض الحواجز التي واجهتها في مسيرتك السياسة؟ ريجينا موندي: نظّم المسؤولون التنفيذيون ضمن الحزب المحاضرات وورش العمل للنساء حول الأنشطة التي تدرّ المدخول. مارسنا الضغط على الحكومة لبناء الطرقات التي تقود من المزارع إلى الأسواق. أنشئت التعاونيات الزراعية، وأذكر أن التعاونية الأولى كانت تعنى بشراء زيت النخيل وتسويقه، وسرعان ما راحت الحكومة تقدّم المعونة لها. كنت أعمل مع إحدى الزميلات المقرّبات السيدة "تيريزا نغو"، وهي تشغل اليوم منصب مساعدة العمدة في مجلسنا لكن ضمن حزب المعارضة، وكنا ننشئ المجموعات التي تسجّل ضمن الإدارة وتم تحويل البعض منها إلى مجموعات المبادرة المشتركة. وتضم اليوم المقاطعة مئات المجموعات النسائية التي تقوم بمختلف الأنشطة التي تتراوح ما بين إنتاج الخضار وتصنيع الأغذية ومجموعات الإدخار والإقراض. سنة 1983، صدر مرسوم رئاسي تم تعييني بموجبه في منصب مستشارة الشؤون الثقافية والإجتماعية في مكتب حاكم مقاطعتنا، وكنتُ الإمرأة الأولى التي تعيّن في منصبٍ قيادي كهذا. أما اليوم فتحتلّ النساء منصب موظفات الأقسام وتحتلّ امرأة واحدة منصب كبيرة موظفي القسم. كان المنصب ذاك مثيرًا للإهتمام ورأيت أنه بإمكاني الإستفادة منه لتحقيق الكثير للنساء. لذلك ترشحت سنة 1986 لمنصب رئيسة القسم النسائي وحققت الفوز. وكان الحزب الوطني قد غيّر اسمه من الإتحاد الوطني الكاميروني إلى الحركة الديمقراطية الشعبية في الكاميرون في 1985. وتمكّنت من استخدام منصبي في مكتب الحاكم لتنسيق المزيد من الأنشطة النسائية. في العام 1990، استعادت الكاميرون نظام التعددية الحزبية. عندها تركت مكتب الحاكم وركّزت كليًا على نشاطي السياسي. في حزيران/يونيو من ذلك العام، أعلن الرئيس "بول بيا" خلال خطابٍ متلفز إلى الأمة: "علينا أن نكون مستعدّين للمنافسة". لم يصدّق العديد من الأشخاص هذا التصريح لكن لم يكن ليتراجع عنه. كان "بول بيا" ملتزمًا بتحويل الكاميرون إلى دولة ديمقراطية فعليّة. تبوأ سدّة الرئاسة سنة 1982 وشرح في كتابه "الليبرالية المجتمعية" فلسفته حول الحكم التي تتمحور حول: الإستقامة المعنوية والعدالة الإجتماعية والوحدة الوطنية والإدماج والتنمية الإقتصادية. قرأت الكتاب هذا بتمعّن وانتباه واقتنعت اقتناعًا راسخًا بما عبّر عنه في الكتاب. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: برأيك̗، هل من حواجز محدّدة تحول دون تولّي النساء مناصب قيادية؟ ريجينا موندي: أذكر أنني كنتُ منذ بضع سنوات في اللجنة التي تولّت فرز طلبات الترشيح للإنتخابات البلدية. لم تقتصر المعركة على إدراج النساء على القوائم الإنتخابية بل طُرحت مشكلة موقعهن على القوائم هذه. أراد الرجال أن تكون النساء في أسفل القائمة ما قد يؤدي إلى التخلّي عنهن إذا ما اضطر أكثر من حزبٍ واحد إلى تشارك المقاعد. تعاملت مع الوضع هذا بهدوءٍ تام، وهي تقنية تعلّمتها من جدتي "إليزابيث مونا". لم يعلُ صوتها أبدًا ولم تغضب أبدًا لكنها نجحت في إقناع الأشخاص بالقيام بما تريده، وما زلت أتعلّم هذه الطريقة. كنت أحتفظ بدفترٍ يحتوي على أسماء النساء وكفاءاتهن من كافة أنحاء المقاطعة. وكلّما كنّا بحاجة إلى بعض المواهب الخاصة كنت أراجع الدفتر هذا، حتى أن الرجال بدأوا يتصلون بي لأزودهم ببعض المراجع. فالنساء يتمتّعن بالمواهب وعليهن بناء ثقتهن بأنفسهن أكثر. عليهن أن يتحلين بالإيمان بأنفسهن بدل العيش في ظل أزواجهن. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: هل تعتقدين أن الأفراد بشكلٍ عام، والنساء بشكلٍ خاص، يحظون بنفاذ كافٍ إلى المعلومات في أيامنا هذه؟ لمَ تعتقدين أن النفاذ إلى المعلومات مهمّ؟ وما الذي يمكن القيام به لتعزيز النفاذ إلى المعلومات وتبادلها؟ ريجينا موندي: يجب أن تحدّد المرأة أهدافها وأن تبذل الجهود لتحقيقها. بعد ذلك، عليها تحديد من وما الذي يساعدها على تحقيقها وأن تتعرف إلى السبل والوسائل ذات الصلة. استحال العالم اليوم قرية صغيرة، ومن هنا أهمية النفاذ إلى المعلومات. لا شك في أن شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة (iKNOW Politics) لمفيدة جدًا، فهي تقدّم ميزات عديدة، ومع مرور الوقت يكتشف مستخدم الشبكة أي من الميزات تفيده أكثر. لقد ولّى زمن عزلة المرأة في منطقتها وأصبح التفاعل مع الآخرين ضرورةً ملحّة. لقد زرتُ موقع الشبكة لفترة قصيرة جدًا، وكنت أشعر بفراغٍ كبير لكن رأيت فجأة المسائل التي يمكن أن أحققها. يجب أن تخصص النساء في الكاميرون بعض الوقت للنفاذ إلى الإنترنت. الملاحظات الختامية إلى النساء اللواتي وضعن الأسس لننطلق منها، من ملكاتٍ وزعيمات وغيرهن، نوجّه جزيل الشكر. إلى النساء اللواتي يكافحن للفوز بالإنتخابات في هذا العام، نتمنى كلّ الحظ. تصرّفن على طبيعتكن واعتمدن الحزم والهدوء واستخدمن قلوبكن وعقولكن. إلى جيل النساء الشابات، أقول إن راية المرأة ما زالت ترتفع تدريجيًا ومن واجبكن أن تدفعوا بها لترفرف في أعلى الصارية. اعملن مع الرجال يدًا بيد لقيادة السفينة إلى برّ الأمان وإلاّ سوف تغرق. نطمح لأن يكون العالم عادلاً حيث يعمل الرجل والمرأة معًا كشريكين يكمّلان بعضهما البعض. في الثاني والعشرين من الشهر هذا، سوف يتوجه المواطنون في الكاميرون إلى صناديق الإقتراع لاختيار أعضاء البرلمان وأعضاء المجالس البلدية. في المقاطعة الشمالية الغربية، ترشّحت خمس نساء للإنتخابات التشريعية فيما تترأس ست نساء على الأقل قوائم المرشحين للإنتخابات البلدية. إنها بالفعل لمرحلةٌ مثيرة جدًا. بالطبع سوف أعمل ليحقق حزبي الفوز إذ أترأس الحملات الإنتخابية في القسم الفرعي، لكنني سوف أحتفل أيضًا بفوز أي امرأة بغض النظر عن إنتماءاتها السياسية. ألسنا بمحظوظات إذ يمكننا أن نحتفل على جبهتين! فليكن الله بعونكم! للمزيد، الرجاء زيارة
إضافة تعليق جديد