سيليستين أدجوناهون
لا يمكنك دخول هذا العالم بدون الاستعداد الملائم. وأنا مقتنعة أن العمل السياسي يتطلب ثقافة شخصية محددة. لا يمكنكأن تكوني تلك المرأة التي تفتقر إلى الحجج، عليك أن تدافعي عن موقفك وأن تتعلمي تقبل ما يحدث لك.
المتن:
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: ما هي التحديات التي واجهتها في مسيرتك كامرأة تتولى منصبًا قياديًا في المعترك السياسي؟
السيدة سيليستين: خلال تولي منصبي، عملت على إحقاق الاكتفاء الذاتي الغذائي والأنشطة المدرّة للدخل. ومنحت النساء اللواتي يعملن في الزراعة قروضًا صغيرة ليتمكّن من زيادة محاصيلهن. كما عملت على تحسين ظروف العمل المروعة فعلاً التي عاشتها النساء العاملات في إنتاج زيت الجوز. في المرحلة الأولى، كنّ يغلين الجوز ثم يغطسن أجسادهن بالسائل لعجن الخليط، ما كان يستهلك كل طاقتهم الجسدية، وهي في النهاية طاقة محدودة. لذلك، كان الإنتاج محدودًا وكنّ يبعن الكمية القليلة التي ينتجنها. ومن يشتري الزيت كان يستغل تدني الأسعار ويعيد بيعه مقابل المزيد من المال في السوق. بهدف الحدّ من هذه المحنة، أعطيت هؤلاء النساء آلة لعصر الزيت، مكنتهن من زيادة إنتاجهن ومدخولهن. وتركت تلك المعصرة أثرًا فوريًا على الإنتاجية فارتفعت الأرباح ارتفاعًا حادًا.
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: هل وضعت أي قوانين جديدة لمصلحة المرأة خلال توليك منصبك؟
السيدة سيليستين: قدّمت مشروع قانون بشأن العنف ضد النساء. لم يكن من السهل جمع تواقيع الزملاء من الرجال التي كنت بحاجة إليها لتقديم النص. فهؤلاء يفضلون التكلم على العنف القائم على أساس نوع الجنس لأنهم يشعرون بأن الرجال يقعون أيضًا ضحية العنف. لذلك غيرنا صيغة القانون إلى العنف القائم على أساس نوع الجنس. علينا اليوم أن نشرح ونعمم قوانين عدة، لا سيما القانون بشأن حق المرأة بالتصرف بجسدها، والقانون بشأن فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، والقانون بشأن التحرش الجنسي، من بين قوانين أخرى. اليوم في بنين، تفرغ المدارس من الطالبات إذ يخشى الوالدان إرسال البنات إلى المدرسة لأنهن يتعرضن للتحرش من جانب المعلمين وشيوخ القرية والفتيان الشباب.
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: هل أدىّ دعم النساء الأخريات دورًا أساسيًا في دائرتك الانتخابية ؟
السيدة سيليستين: انتُخبت في مقاطعة تتألف من خمس دوائر انتخابية تضم 400 ألف نسمة، وبفضل القروض والهبات التي قدمتها حصدت دعم مناصرات عدة. لكن في اللحظة الأخيرة، أتى رجل وراح يوزع المال ونجح في استمالتهن. حصل هذا التحول لأن للنساء حاجات يومية، فالقبول بالمال إغراء مستمر لهن لحلّ مشاكلهن بدل التصويت للوعود التي تتطلب الأشهر لا بل السنوات لتتحقق. فهن لا يفكرن دومًا على المدى البعيد بل الحاضر هو ما يشغلهم. كما أعتقد أن الرجال يجيدون إقناعنا بأكاذيبهم. فالمحسوبية مشكلة منتشرة في كل أنحاء أفريقيا، والفقر المدقع يعزز شراء الأصوات ومن الصعب جدًا مكافحة هذه الظاهرة. لذلك علينا أن نركز جهودنا على تعليم الفتيات لإعطائهن حرية التفكير والتطلع نحو المستقبل.
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: تتردد بعض النساء في الانخراط في السياسة لأنهن يزعمن أن حياتهن العائلية سوف تتأثر. ما رأيك؟ ولم يبدو التوفيق ما بين الحياة العائلية من جهة والسياسة من جهة أخرى صعبًا جدًا؟
السيدة سيليستين: منذ البداية، لا بد من أن تكون الثقة أساس العلاقة ما بين الزوجين، ما يسهل موافقة الرجل على منح زوجته فسحة أكبر من الحرية. فالثقة حجز الزاوية ما بين الزوجين وتفرض على المرأة نوعًا من المسؤولية. عليها أولاً أن تحرص على حسن إدارة منزلها. فالانخراط في السياسة خيار خاص، إنه قرار تتخذه المرأة لكن يجب عدم إعطائه الأفضلية على حساب مسؤولياتها الأخرى. على المرأة أن تكون منظّمة خير تنظيم وأن تدير وقتها بطريقة ملائمة لتكون زوجة وأم وامرأة منخرطة في المجال السياسي في آن معًا. ويجب ألا تنخرط في السياسة المرأة غير المستعدة وإلا قد تدمر أسرتها.
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: ما هي النصيحة التي تسدينها إلى النساء الشابات اللواتي يرغبن في دخول المعترك السياسي؟
السيدة سيليستين: أطلب منهن التحلي بالشجاعة لمواجهة عالم السياسة. عليهن إظهار حس بالمسؤولية للتمكن من القيام بوظائفهن والتحلي بالقدرة على تحمل الكثير. هذه هي السياسة في المقام الأول، وليست بالنزهة. يجب أن تكون المرأة مستعدة نفسيًا لمواجهة أي نوع من المصاعب. سوف يطلقون عليك كافة النعوت، سوف يتهمونك بشتى التهم. لا يمكنك دخول هذا العالم بدون الاستعداد الملائم. وأنا مقتنعة أن العمل السياسي يتطلب ثقافة شخصية محددة. لا يمكنك أن تكوني تلك المرأة التي تفتقر إلى الحجج، عليك أن تدافعي عن موقفك وأن تتعلمي تقبل ما يحدث لك. لا تعتقدي أن دخول المعترك السياسي عملية بسيطة كالذهاب إلى حفلة أو مأدبة عشاء، بل هي عملية أكثر تعقيدًا!
لا يمكنك دخول هذا العالم بدون الاستعداد الملائم. وأنا مقتنعة أن العمل السياسي يتطلب ثقافة شخصية محددة. لا يمكنكأن تكوني تلك المرأة التي تفتقر إلى الحجج، عليك أن تدافعي عن موقفك وأن تتعلمي تقبل ما يحدث لك.
المتن:
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: ما هي التحديات التي واجهتها في مسيرتك كامرأة تتولى منصبًا قياديًا في المعترك السياسي؟
السيدة سيليستين: خلال تولي منصبي، عملت على إحقاق الاكتفاء الذاتي الغذائي والأنشطة المدرّة للدخل. ومنحت النساء اللواتي يعملن في الزراعة قروضًا صغيرة ليتمكّن من زيادة محاصيلهن. كما عملت على تحسين ظروف العمل المروعة فعلاً التي عاشتها النساء العاملات في إنتاج زيت الجوز. في المرحلة الأولى، كنّ يغلين الجوز ثم يغطسن أجسادهن بالسائل لعجن الخليط، ما كان يستهلك كل طاقتهم الجسدية، وهي في النهاية طاقة محدودة. لذلك، كان الإنتاج محدودًا وكنّ يبعن الكمية القليلة التي ينتجنها. ومن يشتري الزيت كان يستغل تدني الأسعار ويعيد بيعه مقابل المزيد من المال في السوق. بهدف الحدّ من هذه المحنة، أعطيت هؤلاء النساء آلة لعصر الزيت، مكنتهن من زيادة إنتاجهن ومدخولهن. وتركت تلك المعصرة أثرًا فوريًا على الإنتاجية فارتفعت الأرباح ارتفاعًا حادًا.
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: هل وضعت أي قوانين جديدة لمصلحة المرأة خلال توليك منصبك؟
السيدة سيليستين: قدّمت مشروع قانون بشأن العنف ضد النساء. لم يكن من السهل جمع تواقيع الزملاء من الرجال التي كنت بحاجة إليها لتقديم النص. فهؤلاء يفضلون التكلم على العنف القائم على أساس نوع الجنس لأنهم يشعرون بأن الرجال يقعون أيضًا ضحية العنف. لذلك غيرنا صيغة القانون إلى العنف القائم على أساس نوع الجنس. علينا اليوم أن نشرح ونعمم قوانين عدة، لا سيما القانون بشأن حق المرأة بالتصرف بجسدها، والقانون بشأن فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، والقانون بشأن التحرش الجنسي، من بين قوانين أخرى. اليوم في بنين، تفرغ المدارس من الطالبات إذ يخشى الوالدان إرسال البنات إلى المدرسة لأنهن يتعرضن للتحرش من جانب المعلمين وشيوخ القرية والفتيان الشباب.
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: هل أدىّ دعم النساء الأخريات دورًا أساسيًا في دائرتك الانتخابية ؟
السيدة سيليستين: انتُخبت في مقاطعة تتألف من خمس دوائر انتخابية تضم 400 ألف نسمة، وبفضل القروض والهبات التي قدمتها حصدت دعم مناصرات عدة. لكن في اللحظة الأخيرة، أتى رجل وراح يوزع المال ونجح في استمالتهن. حصل هذا التحول لأن للنساء حاجات يومية، فالقبول بالمال إغراء مستمر لهن لحلّ مشاكلهن بدل التصويت للوعود التي تتطلب الأشهر لا بل السنوات لتتحقق. فهن لا يفكرن دومًا على المدى البعيد بل الحاضر هو ما يشغلهم. كما أعتقد أن الرجال يجيدون إقناعنا بأكاذيبهم. فالمحسوبية مشكلة منتشرة في كل أنحاء أفريقيا، والفقر المدقع يعزز شراء الأصوات ومن الصعب جدًا مكافحة هذه الظاهرة. لذلك علينا أن نركز جهودنا على تعليم الفتيات لإعطائهن حرية التفكير والتطلع نحو المستقبل.
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: تتردد بعض النساء في الانخراط في السياسة لأنهن يزعمن أن حياتهن العائلية سوف تتأثر. ما رأيك؟ ولم يبدو التوفيق ما بين الحياة العائلية من جهة والسياسة من جهة أخرى صعبًا جدًا؟
السيدة سيليستين: منذ البداية، لا بد من أن تكون الثقة أساس العلاقة ما بين الزوجين، ما يسهل موافقة الرجل على منح زوجته فسحة أكبر من الحرية. فالثقة حجز الزاوية ما بين الزوجين وتفرض على المرأة نوعًا من المسؤولية. عليها أولاً أن تحرص على حسن إدارة منزلها. فالانخراط في السياسة خيار خاص، إنه قرار تتخذه المرأة لكن يجب عدم إعطائه الأفضلية على حساب مسؤولياتها الأخرى. على المرأة أن تكون منظّمة خير تنظيم وأن تدير وقتها بطريقة ملائمة لتكون زوجة وأم وامرأة منخرطة في المجال السياسي في آن معًا. ويجب ألا تنخرط في السياسة المرأة غير المستعدة وإلا قد تدمر أسرتها.
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: ما هي النصيحة التي تسدينها إلى النساء الشابات اللواتي يرغبن في دخول المعترك السياسي؟
السيدة سيليستين: أطلب منهن التحلي بالشجاعة لمواجهة عالم السياسة. عليهن إظهار حس بالمسؤولية للتمكن من القيام بوظائفهن والتحلي بالقدرة على تحمل الكثير. هذه هي السياسة في المقام الأول، وليست بالنزهة. يجب أن تكون المرأة مستعدة نفسيًا لمواجهة أي نوع من المصاعب. سوف يطلقون عليك كافة النعوت، سوف يتهمونك بشتى التهم. لا يمكنك دخول هذا العالم بدون الاستعداد الملائم. وأنا مقتنعة أن العمل السياسي يتطلب ثقافة شخصية محددة. لا يمكنك أن تكوني تلك المرأة التي تفتقر إلى الحجج، عليك أن تدافعي عن موقفك وأن تتعلمي تقبل ما يحدث لك. لا تعتقدي أن دخول المعترك السياسي عملية بسيطة كالذهاب إلى حفلة أو مأدبة عشاء، بل هي عملية أكثر تعقيدًا!